responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 419
ولهذا قال الذهبي: غالبُ حَطَّه على الفضلاء والمتزهدة حقٌّ، وفي بعضه هو مجتهد، ولا يُكفر أحدٌ إلا بعد قيام الحجة عليه، قال: ولقد نصر السنة المحضة، والطريقة السلفية، واحتج ببراهينَ ومقدمات وأمور لم يسبق إليها، وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون وهابوا، وجَسُر هو عليها حتى قام عليه خلقٌ من علماء مصر والشام قيامًا لا مزيدَ عليه، وبَدَّعوه وناظروه وكابروه، وهو ثابت لا يداهن بحال، ولا يحابي، بل يقول الحق المر الذي أداه إليه اجتهاده، وحدة ذهنه، وقوة عقله وفهمه، وسعة دائرته في السنن والأقوال، مع ما اشتهر عنه من الورع، وكمال الفكرة، وسرعة الإدراك، والخوف من الله، والتعظيم لحرمات الله، فجرى بينه وبينهم حملات حربية، ووقعات شامية ومصرية، وكم من نوبة قد رموه عن قوس واحدة، فينجيه الله؛ فإنه دائم الابتهال، كثير الاستعانة، قوي التوكل، ثابت الجأش، وله من الشطر الآخر محبون من العلماء والصلحاء، ومن الجند والأمراء، ومن التجار والكبراء، وسائرُ العامة تحبه؛ لأنه منتصف لنفعهم ليلاً ونهارًا بلسانه وقلمه.
وأما شجاعته، فبها تُضرب الأمثال، وببعضها يتشبه الأكابر الأبطال، فلقد أقامه الله في نوبة غازان، والتقى أعباء الأمر بنفسه، وقام وقعد، وطلع وخرج، واجتمع بالملك مرتين، وكان شقحب يتعجب من إقدامه وجرأته على المغول، وله حدة قوية تعتريه في البحث حتى كأنه ليث حرب، وهو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته.
وله نظم قليل وسط، ولم يتزوج، ولا تسرَّى، ولا له من المعلوم إلا شيء قليل، وأخوه يقوم بمصالحه، ولا يطلب منهم غداء ولا عشاء في غالب الوقت، وما رأيت في العالم أكرمَ منه، ولا أفرغَ منه عن الدينار والدرهم، لا يذكره، ولا أظنه يدور في ذهنه، وفيه مروءة، وقيامٌ مع أصحابه، وسعي في مصالحهم، وهو فقير لا مالَ له، وملبوسه كآحاد الفقهاء، ولم يحن [رأسه] لأحد قط، وإنما يسلِّم، ويصافح، ويتبسم.
وأما محنه، فكثيرة، وشرحها يطول جدًا، منها: أنه امتحن - في سنة 705 -

نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست