responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 420
بالسؤال عن معتقده - بأمر السلطان -، فجمع نائبُه القضاة والعلماء بالقصر، وأحضر من داره "العقيدة الواسطية" فقرؤوها في ثلاثة مجالس، وحاققوه، وبحثوا معه، ووقع الاتفاق بعد ذلك على أن هذه عقيدة سنية سلفية، ومنهم من قال ذلك طوعًا، ومنهم من قاله كرهًا، وورد بعد ذلك كتاب من السلطان فيه: إنما قصدنا براءة ساحة الشيخ، وتبين لنا أنه على عقيدة السلف.
وفي آخر الأمر دبروا عليه الحيلة في مسألة المنع من السفر إلى قبور الأنبياء والصالحين، وألزموه من ذلك بالتنقص بالأنبياء، وذلك كفر، وأفتى بذلك طائفة من أهل الأهواء، وهم ثمانية عشر نفسًا - رأسهم القاضي الأحنائي المالكي -، وحبس بقلعة دمشق سنتين وأشهرًا، وبها مات - رحمه الله تعالى -. ووافقه جماعة من علماء بغداد، وكذلك أبناء أبي الوليد - شيخ المالكية بدمشق - أفتيا: أنه لا وجه للاعتراض عليه فيما قاله أصلاً، وأنه نقل خلف العلماء في المسألة، ورجح أحد القولين، قال الحافظ ابن القيم: سمعت ابن تيمية - قدس الله روحه ونَوَّرَ ضريحه - يقول في الحبس: إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها، لم يدخل جنة الآخر. قال: وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي في قلبي، وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.
وكان في حبسه يقول: لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبًا، ما عدل عندي شكر هذه النعمة، أو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا لي من الخير، ونحو هذا. وقال مرة: المحبوس مَنْ حُبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه. ولما دخل إلى القلعة، وصار داخل سورها، نظر إليه، وقال: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} [الحديد: 13]، انتهى حاصله.
قال ابن رجب: وأما تصانيفه، فهي أشهر من أن تذكر، وأعرفُ من أن تنكر، سارت مسير الشمس في الأقطار، وامتلأت بها البلاد والأمصار، قد جاوزت حد الكثرة، فلا يمكن أحدًا حصرُها، ولا يتسع هذا المكان لعد المعروف منها، ولا ذكرها، ثم ذكر نبذة من أعيان مصنفاته الكبار، ثم ذكر طرفًا من مفرداته

نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست