فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه له" , وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله فلا خشيت أن يقتلك فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى1.
وهذا الحديث أصل في إخفاء نصيحة السلطان, وأن المحتسب إذا قام بالإنكار عليه على هذا الوجه فقد برئت ذمته.
فولاة الأمر لهم منزلة القيادة في الأمة فينبغي احترامهم2, ومن احترامهم أن يكون أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالتعريف والوعظ اللين, فأما تخشين القول نحو يا ظالم, يا من لا يخاف الله3.
فليس من منهج السلف الصالح.
ومما وعظ به ابن الجوزي الخليفة المستضيء4 بأمر الله قوله:
" يا أمير المؤمنين كن لله سبحانه مع حاجتك إليه كما كان لك مع غناه
1-أخرجه الإمام أحمد: مسند الإمام أحمد بن حنبل وبهامشه منتخب كنز العمال في سنن الأقوال للمتقي الهندي وفي أوله فهرس رواة المسند من الصحابة للألباني مسند حكيم بن حزام " حديث هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه" 3/403,وانظر فتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني مع مختصر شرحه بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني كلاهما تأليف أحمد عبد الرحمن البنا ك: الخلافة والإمارة الفصل الثالث: في وجوب مناصحة أولي الأمر وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ح: 104,23/47 – ن دار الشهاب- القاهرة. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 5/229: رجال أحمد ثقات , كما أخرجه ابن أبي عاصم في السنة بدون ذكر القصة كتاب السنة 2/521 ح: 1096-1097-1098-ن المكتب الإسلامي- دمشق بيروت ط/1"1400هـ-1980م", وقال الألباني في ظلال الجنة في تخريج السنة " على الكتاب نفسه" في الموضع نفسه: إسناده صحيح.
2-انظر طاعة أولي الأمر ص 75 بقلم: د. عبد الله الطريقي –ن دار المسلم- الرياض- ط/1"1414هـ-1994م".
3-انظر الآداب الشرعية والمنح المرعية 1/169 للإمام ابن مفلح – ن مكتبة الرياض الحديثة بالرياض "1391هـ-1971م".
4-المستضيء بالله هو: الحسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفى العباسي الهاشمي, أبو محمد, المستضيء بالله, خليفة من العباسيين في العراق, ولد سنة " 536هـ-1142م", كانت أيامه مشرقة بالعطاء والعدل, توفي سنة "575هـ-1180م" " الأعلام 2/227 باختصار".