نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 100
وسنحت لصاحب قونية فرصة البدء بالتحرك، فالأشرف موسى كان منهمكاً في محاربة الصليبيين في إمارة طرابلس حيث أغار على حصن صافيتا وحصن الأكراد، وأشار عليه بعض أتباعه بأن يصحب معه أحد ملوك الأيوبيين حتى يسهل انقياد الناس والعسكر فلا يشعروا بالتغيير فاستدعى الأفضل علي صاحب سميساط، وكان في طاعته ويخطب باسمه، فلما قدم عليه أكرمه وأهداه الكثير من الخيل والسلاح وتحالفا على التعاون والمسير إلى حلب، واتفقا على أن ما يستولي عليه عز الدين كيكاوس من حلب وأعمالها يكون للأفضل علي وهو في طاعته والخطبة له والسكة باسمه وما يستولى عليه من إقليم الجزيرة، مما في يد الأشرف موسى مثل حران والرها وغيرها، يكون لعز الدين كيكاوس [1]، واستدعى عز الدين كيكاوس أمراء الأطراف وأقام لهم احتفالاً عاماً سمّى خلاله لكل أمير بلدة بالشام تكون إقطاعاً له وذلك تشجيعاً لهم [2]، ثم عقد مجلساً حربياً لاختيار أنجع السبل للتحرك نحو حلب، فتقرَّر سلوك طريق راوندان - رعبان - حلب - نظراً لسهولة طبيعة الأرض [3]، والواقع أن صاحب قونية، عزم على ضّم كافة الأراضي التي سيستولى عليها إلى مملكته وإنما جعل الأفضل علي ذريعة لتحصيل غرضه على الرغم من أنه كان قد راسل جماعة من أمراء حلب يستميلهم واعداً إياهم بمنحهم إقطاعات [4] وتحّرك الجيش السلجوقي باتجاه قلعة رعبان واستولى عليها، ومنحها عز الدين كيكاوس إلى صهره نصرة الدين صاحب مرعش، بينما ذكر ابن الأثير أنه سلَّمها إلى الأفضل على حسب الاتفاق المبُرم بينهما (5) [1] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الأيوبيين ص 57. [2] تاريخ الأيوبيين ص 257. [3] المصدر نفسه ص 257. [4] ابن العديم (2/ 644) تاريخ الأيوبيين ص 257.
(5) الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الأيوبيين ص 257 ..
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 100