نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 211
فقوى قلب الملك الكامل واشتد به أزره، ووعده الملك المعظم بإزالة جميع المفاسد وكان الملك الكامل قد عزم قبل وصول أخيه - على ما يقال - على مفارقة البلاد وتركها بيد الفرنج والتوجه إلى بلاد اليمن وكانت بيد ولده الملك المسعود صلاح الدين يوسف ولو ذهب إلى اليمن لكان كارثة كبرى ربما غيرت الموازين في مصر لمدة فثبته الملك المعظم وشجعه وركب الملك المعظم إلى خيمة عماد الدين بن المشطوب فاستدعاه ليركب معه ويسايره، فاستنظر ليلبس خفيه وثيابه فلم ينظره ولم يمهله، فركب معه وسايره إلى أن خرج به من العسكر، ثم سلمه إلى جماعة من أصحابه وأمرهم أن لا يفارقوه حتى يخرجوه من الديار المصرية وينفوه إلى الشام ووصل إلى حماة، وأقام عند صاحبها الملك المنصور مُديدة .. ثم بعدئذ بمدة أمر الملك الكامل أخاه الملك الفائز أن يمضي رسولاً لإحضار العساكر للجهاد، فمضى الفائز إلى حماة وحمل إليه الملك المنصور صاحبها شيئاً كثيراً، ثم مضى إلى الشرق فمات به ولما أخُرج عماد الدين بن المشطوب والملك الفائز من العسكر الكاملي، انتظم أمر السلطان الملك الكامل وقوى جنانه [1] وكتب الملك الكامل إلى أخيه الأشرف موسى يستحثه على سرعة الحضور وصدرّ المكاتبة بهذه الأبيات:
يا مسعدي إن كنت حقاً مسعفي ... فانهض بغير تلبث وتوقف
واحثث قلوصك مرقلا أو موجفا ... بتجشم في سيرها وتعسف
واطو المنازل ما استطعت ولا تنخ ... إلا على باب المليك الأشرف
وأقر السلام عليه من عبد له ... متوقع لقدومه متشوف
وإذا وصلت إلى حماة فقل له ... عني بحسن توصل وتلطف
إن تأت عبدك عن قليل تلقه ... ما بين كل مهند ومثقف
أو تبط عن إنجادة فلقاؤه ... بل في القيامة في عراض الموقف (2) [1] المصدر نفسه (4/ 18).
(2) السلوك لمعرفة دول الملوك (1/ 315).
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 211