نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 212
وكتب إلى إخوانه يستعجلهم ويقول: الوحا الوحا العجل العجل، أدركوا المسلمين قبل تملك الفرنج جميع أرض مصر [1] وظلت كتب الملك الكامل متواصلة في طلب النجدة لمساعدته على مقاومة الصليبيين المحاصرين لدمياط [2]، وهذا يدل على حرج موقف الملك الكامل وصعوبة أوضاع المسلمين وتوافدت النجدات على مصر، فوصل الملك الأشرف، ولكنه غادر مصر بعد ما ترك عساكره عند أخيه الملك الكامل [3]، وتتابع وصول المدد فتحسن موقف الملك الكامل، وأخذ يستعد لشن هجوم على الصليبيين، ولكنه تراجع لهبوب عاصفة شديدة عام 616هـ/1219م [4] وأما الفرنج فإنهم لما ملكوا بر دمياط احتاطوا بها براً وبحراً وأحدقوا بها، وأخذوا في محاصرتها، والتضييق عليها وامتنع دخول الأقوات إليها بالكلية، وكل ما جرى على المسلمين من مصائب كان بسبب حركة ابن المشطوب ونيته الردية، وحفر الفرنج على معسكرهم المحيط بدمياط خندقاً وبنوا عليه سوراً على عادتهم، وأهل دمياط يقاتلونهم أشد قتال ويمانعونهم، وصبروا صبراً لم يُر مثله، وقلتَّ عندهم الأقوات وغلت الأسعار [5] ولم رتب الملك المعظم القواعد بمصر عاد إلى بلاده واستمر الملك الكامل إلى آخر هذه السنة محارباً للفرنج منازلاً لهم، وهم محاربون لأهل دمياط منازلون لهم محدقون بدمياط، حائلون بينها وبين عساكر المسلمين، على ما كانت عليه الحال بعكا في أيام السلطان الملك الناصر صلاح الدين وكان الذي يدخل إلى دمياط من أصحاب الملك الكامل إنما يدخل عليهم بمخاطرة عظيمة، بأن يسبح في بحر النيل، وهو مملوء من مراكب العدو وشوانيهم وكان عند السلطان جاندار (6) [1] المختصر (3/ 121) القدس بين أطماع الصليبيين (136). [2] القدس بين أطماع الصليبيين وتفريط الملك الكامل ص 236. [3] المصدر نفسه ص 236. [4] الحملة الصليبية الخامسة ص 234. [5] مفرج الكروب (4/ 19).
(6) الجاندار: هو الذي يستأذن السلطان قبل دخول الأمراء عليه للخدمة ..
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 212