نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 333
والتفاضل بينهم بالخشية ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى والمؤمنون كلهم أولياء الرحمان وأكرمهم عند الله أطوعهم واتبعهم للقرآن، والإيمان، هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرهَّ وحُلْوِه ومرَّهِ من الله تعالى، ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين أحد من رسله ونصَّدقهم كلهم على ما جاءوا به، وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون، إذا ماتوا وهم موحَّدُون وإن لم يكونوا تائبين، بعد أن لقوا الله عارفين مؤمنين وهم في مشيئته وحكمه إن شاء غفر لهم، وعفا عنهم بفضله، كما ذكر عز وجل في كتابه "ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " (النساء، آية: 48، 116) وإن شاء عذبهم في النار بعدله، ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته، ثم يبعثهم إلى جنته، وذلك بأن الله تعالى تولى أهل معرفته ولم يجعلهم في الدارين كأهل نُكرته الذين خابوا من هدايته ولم ينالوا من هدايته اللهم يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به، ونرى الصلاة خلف كل برَّ وفاجر من أهل القبلة وعلى من مات منهم، ولا نُنزَّلُ أحداً منهم جنة ولا ناراً، ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق مالم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى ولا نرى السيف على أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا من وجب عليه السيف، ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، مالم يأمُرُوا بمعصية، وندعو لهم بالصّلاح والمعافاة، ونتبَّعُ السنة والجماعة ونجتنب الشُّذوذ والخلاف والفرقة، ونحب أهل العدل والأمانة ونبغض أهل الجور والخيانة، ونقول الله أعلم فيما اشتبه علينا علمه ونرى المسح على الخفين في السفر والحضر كما جاء في الأثر، والحج والجهاد ماضيان مع أولى الأمر من المسلمين، بَرهِم وفاجرهِم إلى قيام الساعة، ولا
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 333