فتجهز السلطان الملك الكامل للخروج، وخرج [1] في شهر جمادى الآخره.
فلمّا بلغ السلطان الملك المسعود ابن الصالح ابن ارتق، أن السلطان الملك الكامل خرج لقصد بلاده، جهز تقادم صحبة وزيره شرف العلا، الى الملك الكامل، ليستعطف قلبه عليه ويسأله العفو عنه، ويدبر أمره عند السلطان. فلما وصل شرف العلا إلى السلطان، عمل بضدّ ما قاله أستاذه ([4] أ) وقال جميع ما غير خاطر السلطان الملك الكامل على أستاذه، وذكر سوء سيرة صاحبه، وزاد فيما قال، لقاه الله تعالى. فحنق السلطان عليه وقوى طمع السلطان في أخذها، وسار السلطان ونزل عليها في أواخر ذي الحجة من هذه السنة ولم يزحف عليها.
[الوفيات]
وفيها مات القاضي تاج الدين عبد الرحمن بن عبد المحسن ابن الخطيب، أبي الفضل، عبد الله بن أحمد الطوسي [2]، ثم الموصلي، خطيب الموصل وابن خطيبها. كان ورعا صالحا متواضعا شاعرا، توفي في هذه السنة وقيل في سنة ست ومن شعره: [مجزوء الكامل]
ما لاح مقلة ناظريه ... [م] لناظر إلا وشامه
للصبح يشبه والظلام ... [م] إذا بدا خدا وشامه
فلقت محاسنه الحسان ... [م] عراقة فينا وشامه
يا ليته [3] مثلي يقول ... [م] لمن إليه بي وشى مه
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي [4]: «شعر جيد صنع».
ثم دخلت سنة ثلاثين وستمائة للهجرة
فيها ابتدأ السلطان الملك الكامل في أول يوم من محرّمها بالزحف على مدينة آمد ولم يزل عليها حتى ملكها، واستولى على ما بها من الحواصل والذخائر وقبض على صاحبها الملك [1] حول أسباب خروج الملك الكامل للاستيلاء على آمد انظر الأعلاق الخطيرة ج 3 - ق 2 ص 520 - 521 وقارن أيضا التشابه في النص مع ما أورده ابن العميد في المصدر السابق. [2] قارن ترجمته في الوافي ج 18 ورقة 62 والتي يبدو ان ابن دقماق نقلها حرفيا عنه. [3] في الأصل: يا ليت التصويب من الوافي ورقة 62 ظ. [4] راجع المصدر السابق.