نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 105
إن مسئولية الحُكَّام والقضاة والعلماء فى الدعوة إلى تحكيم شرع الله مسئولية عظيمة يُسألون عنها يوم القيامة أمام الله، قال ابن تيمية - رحمه الله-: «إذا حكم ولاة الأمر بغير ما أنزل الله، وقع بأسهم بينهم. . وهذا من أعظم أسباب تغيُّر الدول كما جرى هذا مرة بعد مرة فى زماننا وغير زماننا، ومَن أراد الله سعادته جعله يعتبر بما أصاب غيره، فيسلك مسلك مَن أيده الله ونصره، ويجتنب مسلك مَن خذله الله وأهانه، فإن الله يقول فى كتابه: {وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إن اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} إلى {وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج:40،41].
فقد وعد الله بنصر من ينصره، ونصره هو نصر كتابه ودينه ورسوله، لا نصر مَن يحكم بغير ما أنزل الله ويتكلم بما لا يعلم [1].
رابعًا: العز والشرف:
إن عز المرابطين وشرفهم العظيم الذى سُطِّر فى كتب التَّارِيخ يرجع إلى تمسُّكِهم بكتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إن مَن يعتز بالانتساب لكتاب الله الذى به تشرُف الأمة، وبه يعلو ذكرها وضع رجله على الطريق الصحيح وأصاب سنة الله الجارية فى إعزاز وتشريف من يتمسك بكتابه وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10].
قال ابن عبَّاس - رضى الله عنهما- فى تفسير هذه الآية: فيه شرفكم [2]، فهذه الأمة لا تستمد الشرف والعزة إلا من استمساكها بأَحكام الإسلام، كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «إنَّا كنَّا أذل قوم، فأعزَّنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله أذلنا الله» [3]، فعمر - رضي الله عنه - كشف لنا بكلماته عن حقيقة الارتباط بين حال الأمة عزًا وذلاً، مع موقفها من الشريعة إقبالاً وإدبارًا، فما عزَّت فى يوم بغير دين الله، ولا ذلَّت فى يوم إلا بالانحراف عنه.
قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر:10] يعنى من طلب العزة [1] مجموع الفتاوى (ج35/ 388). [2] انظر: تفسير ابن كثير (ج3/ 170). [3] أخرجه الحاكم فى المستدرك فى الإيمان (ج1/ 62).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 105