responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 104
بعد ذلك من الأمن والطمأنينة والبعد عن الخوف والفزع، قال تعالى: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئًا} [النور:55]. وإن تحقيق العبودية لله ونبذ الشرك بأنواعه يحقق الأمن فى النفوس على مستوى الأفراد والشعوب.
وهذا ما حدث لقيادات المرابطين وشعبهم الذى انقاد لمنهج رب العالمين.
ثالثًا: النصر والفتح:
إن المرابطين حرصوا على نصرة دين الله بكل ما يملكون، وتحققت فيهم سنة الله فى نصرته لمن ينصره, لأن الله ضمن لمن استقام على شرعه أن ينصره على أعدائه بعزَّته وقوَّته، قال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إن اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ - الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِى الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج:40،41].
يقول سيد قطب رحمه الله: «وما حدث قط فى تاريخ البشرية أن استقامت جماعة على هدى الله إلا منحها القوة والمنعة والسيادة فى نهاية المطاف لإعدادها لحمل أمانة الخلافة فى الأرض وتصريف الحياة. . إن الكثيرين ليشفقون من اتباع شريعة الله والسير على هداه، يشفقون من عداوة أعداء الله ومكرهم، ويشفقون من تألُّب الخصوم عليهم، ويشفقون من المضايقات الاقتصادية وغير الاقتصادية، وإن هى إلا أوهام كأوهام قريش يوم قالت لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} [القصص:57].
فلمَّا اتبعت هدى الله سيطرت على مشارق الأرض ومغاربها فى ربع قرن أو أقل من الزمان» [1]. إن الله تعالى أيد المرابطين على الأعداء ومنَّ عليهم بالفتح؛ فتح الأراضى وإخضاعها لحكم الله تعالى، وفتح القلوب وهدايتها لدين الإسلام.
إن المرابطين عندما استجابوا وانقادوا لشريعة الله جلبت لهم الفتح، واستنزلت لهم نصر الله.
إن الحُكَّام والشعوب الإسلاميَّة التى تبتعد عن شريعة الله تذل نفسها فى الدنيا والآخرة.

[1] فى ظلال القرآن، (ج4/ 2407).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست