responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 103
وقد خاطب الله تعالى المؤمنين من هذه الأمة واعدًا إياهم بما وعد به المؤمنين قبلهم، فقال سبحانه فى سورة النُّور: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الأَرْضِ} [النور:55]. أى بدلاً عن الكفار {كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} من بنى إسرائيل [1]، فإذا حقق الناس الإيمان وتحاكموا إلى شريعة الرَّحمن، فستأتيهم ثمرة ذلك وأثره الباقى {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ} فتحقيق التحاكم إلى الدِّين يتحقق به الاستخلاف، وتحقيق الحكم به يوصل إلى الدِّين.
وهذا ما رأيته فى دراستى للدولة السُّنيَّة التى أقامها المرابطون.
ثانيًا: الأمن الاستقرار:
كانت بلاد المغرب قبل وصول المرابطين دويلات متنازعة فيما بينها، بل بعض هذه الدويلات لها معتقدات تخرجها عن الملة، كما أن قبائل الملثمين كانت متناحرة فيما بينها، وصراعهم مع الزنوج لم يستقر مما ولَّد لهم الخوف والإزعاج الشديد.
وبعد أن أكرم الله المرابطين بتوحيد قبائل صنهاجة، وساروا فى جهادهم المجيد سيرة حسنة، وتوحَّد المغرب الأقصى كلُّه، يسَّر الله لهم الأمن والاستقرار فى تلك الربوع التى حكم فيها شرع الله.
حيث نجد أن دولة المرابطين بعد أن استخلفت ومكَّن الله لها, أعطاها دواعى الأمن وأسباب الاستقرار حتى تُحافظ على مكانتها، وهذه سنة جارية ماضية ضمن اللهُ لأهل الإيمان والعمل بشرعه وحكمه أن ييسر لهم الأمن الذى ينشدون فى أنفسهم وواقعهم, فبيده - سبحانه - مقاليد الأمور، وتصريف الأقدار، وهو مقلب القلوب، والله يَهَبُ الأمن المطلق لمن استقام على التوحيد وتطهر من الشرك بأنواعه.
قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام:82]. فنفوسهم فى أمن من المخاوف ومن العذاب والشقاء, إذا خلصت لله من الشرك صغيره وكبيره. إن تحكيم شرع الله فيه راحة للنفوس لكونها تمس عدل الله ورحمته وحكمته، إن الله تعالى بعد أن وعد المؤمنين بالاستخلاف ثم التمكين لم يحرمهم

[1] انظر: تفسير الجلالين، ص (466).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست