نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 143
سمعتها العالمية فى ديار المُسْلِمِين، وأصبحت جزءًا من الخلافة العباسية التى اكتفت منها بالطاعة المعنوية، وبذلك تحصل أمراء المرابطين من اعتراف الخلافة العباسية بدولتهم, حيث إن المرابطين كانوا يعتقدون اعتقادًا راسخًا أنه لن يعتبر ملكهم مشروعًا إلا إذا باركته الإمامة القرشية العباسية.
واختلف المؤرِّخون فى زمن اتصال المرابطين بالخلافة العباسية: فابن الأثير يقول: إن أول اتصال بين المرابطين والعبَّاسيين قد حدث عقب انتصار الزِّلاقَة, واستيلاء يوسف على الأَنْدَلُس, ويتفق مع ابن الأثير فى هذا الرأى كلٌّ من ابن خلدون, والقلقشندي, والذهبي [1].
وأنا أميل إلى أن اتصال المرابطين كان قبل ذلك بكثير حيث إن واضع الخطوط العريضة لدولة المرابطين الفقيه «أبو عمران الفاسى القيرواني» مِن أتباع العباسية, وكلُّ الفقهاء الذين من مدرسته سُنيُّون مالكيُّون، وبذلك يكون زعماء المرابطين ساروا على نفس التعاليم السُّنيَّة المالكية.
ونجد أن نقود المرابطين قد نقش عليها أسماء الخلفاء العبَّاسيين منذ عام 450هـ، أى منذ عهد الأمير أبى بكر بن عمران، وظلَّ اسم الخليفة العبَّاسى يذكر مقرونًا باسم أبى بكر بن عمران إلى أن توفى فى عام 480هـ، وخلفه يوسف بن تاشفين فذكر اسمه على السكة مع اسم الخليفة العبَّاسي، وهذا يدل على صلة المرابطين بالعبَّاسيين قبل الزِّلاقَة، ولا شكَّ أن كتابة اسم الخليفة على عملة المرابطين تم بعد اتصالهم بالخليفة العبَّاسي، وبعد أن تلقَّوا منه إجابة بقبول طاعتهم, وتقليدًا بولايتهم [2].
* * * [1] تاريخ المغرب والأندلس، د. حمدي عبد المنعم، ص (237). [2] المصدر السابق، ص (236).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 143