نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 168
4 - الخبرة بأمور الحرب والقوَّة فيها:
وظهر ذلك فى قادة المرابطين فى جهادهم من أجل توحيد المغرب الأقصى كله, والقضاء على دولة برغواطة الملحدة، وما خاضوه من حروب ومعارك ظهرت فيها خبرتهم الحربية, ومقدرتهم على تنفيذ أساليب الكر والفر، وظهرت خبرة القائد الأعلى يوسف بن تاشفين فى معركة الزِّلاقَة التى أكسبت أركان الحرب خبرات عميقة؛ ساعدتهم فى جهادهم من أجل ضم الأَنْدَلُس لدولتهم الفتية تحت راية الإسلام بمنهجه السنى القويم، والقضاء على الخطر النصرانى فى الأَنْدَلُس.
وفى القرآن الكريم نجد إشارة لطيفة تبين صفات القائد العسكرية وهي: العلم والقوة، كما قال تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إن اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِن المَالِ قَالَ إن اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِى الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِى مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247].
وقد ظهر علمه وخبرته فى اختيار جنده, ومعرفة الصالح منهم للجهاد وغير الصالح، وبرزت قوته فى صموده وصبره ومصابرته ونجاحه فى جهاده.
قال سيِّد قطب رحمه الله: «وفى ثنايا هذه التجربة تكمن عبرة القيادة الصالحة الحازمة المؤمنة، وكلُّها واضحة فى قيادة طالوت، تبرز فيها خبرته بالنفوس وعدم اغتراره بالحماسة الظاهرة, وعدم اكتفائه بالتجربة الأولى، ومحاولته اختبار الطاعة والعزيمة فى نفوس جنوده قبل المعركة، وفصله للذين ضعفوا وتركهم وراءه، ثم - وهذا هو الأهم - عدم تخاذله وقد تضاءل جنوده تجربة بعد تجربة، ولم يثبت معه فى النهاية إلا تلك الفئة المختارة، فخاض بها المعركة ثقة منه بقوة الإيمان الخالص, ووعد الله الصادق للمؤمنين». (1)
5 - البعد عن طلب القيادة وابتغاء الرئاسة:
وظهر لى هذا المعنى فى شخصية الأمير المُجَاهِد الزاهد أبى بكر بن عمر، فعندما لمس من ابن عمه مقدرة على القيادة أسند الأمر إليه، ودخل متوغلاً فى الصحراء الكبرى من أجل الدعوة والجهاد حتى أكرمه الله بالشهادة، وكان أمراء المرابطين يرون
(1) فى ظلال القرآن (ج1/ 263).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 168