نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 169
الإمارة قربة وعبادة يتقربون بها إلى الله لنصر دينه وتحقيق مصالح عباده, وليست مغنمًا من جاه أو منصب أو مال.
6 - إسناد الأمور إلى أهلها:
وهذه الصفة ظهرت لى فى سيرة يوسف بن تاشفين فى تعيينه للولاة والقادة والفقهاء، وما كان ليمتنع عن عزل مَن قصَّر فى عمله, ويعين مَن هو أفضل منه.
7 - تربية الجندى على التسليم المطلق لله لا لشخص القائد:
وكان أمراء المرابطين يضربون أروع الأمثلة فى زرع هذه المعانى فى نفوس المُجَاهِدين، فهذا أمير المسلمين يرفع يديه نحو السماء مناجيًا المولى عز وجل: «اللهم إن كنت تعلم أن فى جوازنا هذا إصلاحًا للمسلمين فسهِّل علينا هذا البحر حتى نعبره، وإن كان غير ذلك فصعبه حتى لا نجوزه» [1].
وفى وسط معركة الزِّلاقَة وهو يبث الحماس فى نفوس المُجَاهِدين: «يا معشر المسلمين اصبروا لجهاد أعداء الله الكافرين, ومَن رزق منكم الشهادة فله الجنة، ومَن سلم فقد فاز بالأجر العظيم والغنيمة» [2]، وهكذا القائد المسلم هو الذى يربى جنوده بالمواقف على تحقيق العبودية الخالصة لله.
ولهذا لما قتل عبد الله بن ياسين لم يتأثر المرابطون, وقتل يحيى بن عمر ومن بعده أبو بكر بن عمر، وما زادهم ذلك إلا إيمانًا وتسليمًا، وهذا يدل على حسن تربيتهم للمُجَاهِدين وتعلقهم وتسليمهم لله لا للأشخاص، أما تربية اليوم فى جيوش المسلمين شبيهة بالفرعونية حيث يربى القائد جنوده على طاعته المطلقة فى الخير والشر, كما يربيهم على الخضوع الكامل لشخصه.
ووصف الشيخ مُحَمَّد الغزالى - رحمه الله - هذه التربية فقال: «إن الذى يدرس المجتمعات الفاسدة, ويتغلغل فى بحث عللها، والذى يتتبع أعمال الأدعياء وطلاب الزعامة، ويستقصى وسائلهم الملتوية فى تسخير الجماهير للوصول إلى القمة، والذى يلحظ النهضات الكبرى وكيف يدركها الفشل فجأة لأنهم أصيبوا برجال يحبون الظهور، [1] دولة المرابطين، ص (90). [2] دولة المرابطين.
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 169