responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 173
[2] - التواصى بالحق والتواصى بالصبر:
فعندما أصيب عبد الله بن ياسين بجراح بالغة, وحُمِل على إثرها إلى معسكره؛ جمع رؤساء وشيوخ المرابطين وحثَّهم على الثبات فى القتال، وحذَّرهم من عواقب التفرقة والتحاسد فى طلب الرئاسة وما لبت أن فارق الحياة [1].
وهكذا جند الله المجاهدون لا يتباطأون فى مناصحة بعضهم بعضًا، لعلمهم أن فى هذا التباطؤ هلاكهم جميعًا الذى وصفه لهم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى حديث النعمان بن بشير -رضى الله عنهما- فقال: «مثل القائم فى حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة, فأصاب بعضهم أعلاها, وبعضهم أسفلها, فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا الماء مرُّوا على مَن فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقًا, ولم نؤذ مَن فوقنا, فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا, وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا» [2].
إن مفهوم الجندية الإسلامية يترعرع فى بيئات التناصح والتواصى بالحق
والتواصى بالصبر.
3 - إصلاح ذات البين:
حرص المرابطون على نبذ الشقاق والقضاء على الخلاف وعلى رأب الصدع وإصلاح ذات البين؛ لعلمهم أن فساد ذات البين يقضى على جند الجهاد أكثر مما يقضى عليهم عدوهم الخارجى مهما قويت شوكته وكثر جنده، فاتخذوا أسلوب الحكمة واللين والرفق من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود، وإذا خرجت فئة تستمرئ الشقاق أو تعمل على إيجاده؛ جرَّدوا لها الجيوش وأخضعوها بالقوة، وهذا ما قام به الأمير أبو بكر بن عمر عندما تمرَّدت بعض قبائل الصحراء على مبادئ المرابطين, واشتبكوا مع بعض القبائل الأخرى فى قتال؛ فخرج إليهم بجيشه الكثيف, وأصلح ذات البين مستعملاً فى ذلك القوة، ومن أجل الضرورة وإصلاح ذات البين أذن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لمن أراد أن يستعمل الكذب الذى لا يحل حرامًا ولا يحرم حلالاً, لا سيما إذا كان من باب التورية والتعريض، كما فى حديث أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «ليس

[1] تاريخ المغرب والأندلس، ص (44).
[2] البخاري رقم (2493)، فتح الباري (ج5/ 132).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست