نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 51
وقد قتل هذا المشعوذ الزنديق فى النصف الأول من القرن الرابع الهجرى فى طنجة فى حروبه مع قبائل مصمودة الساحلية على حد قول البكرى وابن خلدون، أو فى حروبه مع جيوش الخليفة الأموى عبد الرَّحمن الناصر على حد قول صاحب «الاستبصار»، وصاحب «مفاخر البربر» [1].
واستمرَّت البدع الكفرية بالرغم من موت المتنبى المشعوذ وظهر أحد أبنائه ويُدعَى عيسى وكان مُبجَّلاً فى قَومه، وكانت قبائل غمارة غارقة فى الإباحيَّة بين النساء والرجال، وكان رجالهم يربون شعورهم كالنساء ويتخذونها ضفائر ويطيبونها ويتعممون بها. . . إلخ [2].
2 - الطائفةُ البرغواطيَّة:
كوَّنت هذه الطائفة الكافرة دولة لها فى القرن الثَّانِى للهجرة فى إقليم تامسنا أو ما يُسمى اليوم بالشاوية [3]، وكانت دولتهم تمتدُّ من الرِّبَاط الحالية إلى ثغر فضالة الذى كان قاعدة لأسطولها، وتنتهى عند بلدة أزمور عند مَصَبِّ وادى أُمِّ الربيع.
ونجد أن المؤرخين اختلفوا حول اسم برغواطة، فبعضهم يرى بأنَّه لم يكن اسمًا لقبيلة مُعينة يجمعها أصل واحد أو أب واحد، بل كان اسمًا لأخلاط من البربر اجتمعوا على شخص يهودى الأصل، ادَّعى النبوة، اسمه صالح بن طريف بن شمعون البرباطي، نسبة إلى وادى البرباط فى جنوب الأَنْدَلُس؛ فصارت كلمة برباطى تُطلق على كل من اعتنق ديانته، ثم حُرِّفَت إلى برغواطي [4].
ويرى ابن خلدون أن برغواطة قبيلة من المصامدة وأن ملوكها كانوا من مصامدة المغرب [5].
ومن عقائد هذه الطائفة الضالَّة اعتقادهم بأن صالح بن طريف هو المقصود بقوله تعالى فى سورة التحريم: {وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ [1] انظر: كتاب الاستبصار، ص (191 - 192)، ومفاخر البربر, ص (77). [2] انظر: فى تاريخ المغرب والأندلس، د. العبادي، ص (278). [3] المصدر السابق، ص (279). [4] المصدر السابق، ص (279). [5] ابن خلدون، العبر، (ج2/ 210).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 51