نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 52
وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم:4]. وزعم زعيمهم أنه المهدى الأكبر الذى يخرج فى آخر الزمان لقتال المسيح الدجال، وأن عيسى ابن مريم يكون من أصحابه ويُصلِّى خلفه.
وشرع لأتباعه صوم رجب, والأكل فى رمضان، وفى الوضوء غسل السرة والخاصرتين بالإضافة إلى طريقة الوضوء عند المُسْلِمين، وفرض عليهم خمس صلوات فى النَّهار وخمس صلوات فى الليل، وبعض صلواتهم إيماء بلا سجود، وبعضها على كيفية صلاة المُسْلِمين، وعند ابتداء الصلاة يضع الفرد إحدى يديه على الأخرى، ويقول بالبربرية: ابسمن باكش، وتفسيره باسم الله، ثم مقر ياكش، أى الله أكبر، ويقولون فى تسليمهم بالبربرية: أيحن ياكش، ووردام ياكش الله أحد لا مثيل له. كما وضع
صالح بن طريف قرآنًا باللغة البربرية فى ثمانين سورة أكثرها منسوب إلى أسماء النبيين، أولها سورة أيوب وآخرها سورة يونس.
وأباح لهم تزوُّج النساء فوق الأربع، وأباح لهم الطلاق، وحرَّم عليهم زواج بنت العم، وزواج المُسْلِمات، كذلك شرع قتل السارق، ورجم الزاني، ونفى الكاذب، وحرَّم رأس كل حيوان، وحرَّم ذبح الديك، والحوت أى السمك، ولا يُؤكَل إلا أن يُذكى «أى يذبح» والبيض عندهم حرام، وليس عندهم أذان ولا إقامة وهم يكتفون فى معرفة الأوقات بصياح الديوك، ولذلك حرَّموها إلى غير ذلك من التعاليم الشيطانية وإلى حدٍّ كبير تشبه ديانة حاميت المفترى فى غمارة [1].
لقد كانت تعاليم هذه الدولة الكفرية متأثرة بتعاليم اليهود المنحرفة، وكذلك ببعض التعاليم الإسلامية حيث يمكننا أن نقول إنَّها ديانة مشوِّهة للإسلام تعمل للقضاء عليه، وكانت هذه الدولة عند أهل السنة والجماعة مجوسًا منحرفين مارقين عن الدين الحنيف، ولهذا فرضوا قتالهم واستحلوا دماءهم.
واستمرَّت هذه الدعوة الكفرية منذ سنة 125هـ فى خلافة هشام بن عبد الملك إلى ظهور أهل السنة المرابطين المُلَثَّمين الذى قضوا عليهم قضاءً مُبرمًا، وقد ذكرت كتب التَّارِيخ أن حكام المغرب قبل مجيء المرابطين، كالأدارسة والأمويين والزناتيين قد قاتلوا برغواطة وأنزلوا بها هزائم منكرة وخسائر فادحة. [1] نص على ذلك التشابه صاحب كتاب مفاخر البربر، ص (77)، انظر: فى تاريخ المغرب والأندلس، ص (281).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 52