responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 53
لقد قاسى المغرب الأقصى محنة كبيرة بسبب هذه الدولة الكفرية والطائفية البدعية وكان خطرها أشد وأقوى مما تصوِّره كتب التَّارِيخ [1].
3 - الطائفة الثالثة: وهى الدولة الزناتية:
وهى تتكوَّن من قبائل مكناسة ومغراوة وبنى يفرن وغيرها من القبائل الزناتية التى حكمت المغرب سنين بعد زوال نفوذ الأدارسة، حيث قامت بدور إيجابى فى حرب الدولة البرغواطية، إلا أن حكام هذه الدولة اشتهروا بالجور والظلم والتعسف فى آخر زمانهم [2].
4 - الطائفة الرابعة: طوائف الشيعة والوثنيين:
كان محلُّهم جنوب المغرب فى أقصى بلاد السوس، وكانوا عبارة عن أقليَّات مُبعثَرة.
أمَّا الشيعة فقد انتشروا فى مدينة تارودانت ونواحيها وكانوا دعاة للفكر الشيعى الرافضي، وبعضهم يرجع جذورهم وأصول فكرتهم للدولة العبيدية الرافضية التى جاء ذكرها فى صفحات من التَّارِيخ الإسلامى فى الشَّمَال الإفريقى «الدولة العبيدية الرافضية» , لقد كان الصراع عنيفًا بين الشيعة وبين أهل السنة فى كل ناحية وضاحية ومكان فى المغرب كله، وتوج جهاد أهل السنة بالقضاء على الدولة العبيدية إلا أن بقايا جذورهم أزالها المرابطون بقوتهم السُّنيَّة الميمونة، أما الوثنيون فكانوا يسكنون الأطلس الكبير فى جبل وعر، وكان الوثنيون يعبدون الكبش، ويبدو أنَّهم تأثروا بديانات مصرية قديمة كانت تعبد الكبش فى زمن الفراعنة ويسمونه الإله خنوم، فكأن طقوس هؤلاء الوثنيين وعباداتهم من رواسب مؤثرات مصرية قديمة [3].
لقد اِتضح لى فى دراستى التاريخيّة لبلاد المغرب أنَّها كانت تعانى من تفكُّك سياسي، وتكونت دول طائفية منحرفة عن مناهج رب البرية، وكانت شعوب تلك الديار قد غرقت فى وحل الجهل، ومستنقعات الانحراف وفساد التصور، وضياع الأخلاق، وكثرة الظلم، وانتشار العسف والجور. وكان علماء وفقهاء المرابطين على علم ودراية، وقد وضعوا فى خُطَّتِهم الجهادية توحيد المغرب الأقصى والقضاء على الدولة الطائفية

[1] فى تاريخ المغرب والأندلس، ص (278).
[2] المصدر السابق، ص (289).
[3] المصدر السابق، ص (291).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست