نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 56
من الصحراء يخبره بإغارة قبيلة جدالة على قبيلة لمتونة، فعيَّن ابن عمه يوسف, وأسرع من أجل الإصلاح بين القبائل المتنازعة، وقسَّم الجيش إلى فريقين، نصفه مع يوسف الذى شرع فى تأديب القبائل المغربية المتمردة من مغراوة وزناتة وبنى يفرن وغيرهم, ووقع اختياره على أربعة من القوَّاد هم: محمد بن تميم الجدالي، وعمر بن سليمان المسوفي, ومدرك التلكاني، وسير بن أبى بكر اللمتوني، وعقد لكل منهم على خمسة آلاف من قبيلته، وسيرهم لتأديب تلك القبائل المتمردة، وسار فى أثرهم فغزوا قبائل المغرب قبيلة بعد قبيلة، وبلدًا بعد بلد، وكان بعضهم يفرون وبعضهم يقاتلونه, والبعض
الآخر يدخلون فى طاعته.
واستمرَّ فى توحيد بلاد المغرب وسنرى جهوده الجهادية فى سيرته الميمونة.
أما أبو بكر فقد استطاع نشر الأمن فى الصحراء، وأزال الخلاف القائم بين لمتونة وجدالة، وتوسع فى جهاد قبائل السود الوثنية لتدخل فى دين الله؛ حيث صاول وجاول وقاتل الزنوج لتأمين حدود دولة المرابطين الجديدة بعد دعوة الزنوج للدخول فى الإسلام.
وبعد أن حقق أبو بكر بن عمر نجاحات هائلة فى مهمته الدعوية؛ رجع إلى المغرب الأقصى بجيوشه؛ فأكرمهم يوسف بن تاشفين إكرامًا يليق بالقائد الربَّانى أبى بكر بن عمر، واختار أبو بكر يوسف نائبًا عنه على حُكم المغرب الأقصى، وأمره بالعدل والرفق بالمُسْلِمين, ثم ودَّعه وعاد إلى الصحراء وقد زوَّده يوسف بطائفة عظيمة من الهدايا الجليلة، من المال والخيل والبغال والأسلحة المحلاة بالذهب، والجوارى والثياب الفاخرة والمؤن والدوابِّ، وهناك استأنف الجهاد والغزو حتى قُتل فى إحدى غزواته فى سنة (480هـ/1087م) [1].
قال ابن كثير فى «البداية والنهاية» عنه -أى عن أبى بكر بن عمر-: «اتفق له من الناموس ما لم تتفق لغيره من ملوك, كان يركب معه إذا سار لقتال عدو خمسمائة ألف مقاتل، كان يعتقد طاعته، وكان مع هذا يقيم الحدود ويحفظ محارم الإسلام، ويحوط الدين ويسير فى النَّاس سيرة شرعية، مع صحة اعتقاده ودينه، وموالاة الدولة العباسية، أصابته نشابة فى بعض غزواته فى حلقه فقتلته» [2]. [1] , (2) البداية والنهاية، (12/ 143). [2] البداية والنهاية (12/ 143).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 56