نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 92
وخرج ألفونسو بجيشه نحو بطليوس، وكتب إلى المُعْتَمِد بن عَبَّاد كتابًا جاء فيه: «إن صاحبكم يوسف قد تعنَّى من بلاده وخاض البحار، وأنا أكفيه العناء فيما بقى, ولا أكلفكم تعبًا، وأمضى إليكم وألقاكم فى بلادكم رفقًا بكم وتوفيرًا عليكم» [1].
وقصد ألفونسو بذلك أن تكون المعركة خارج بلاده فإذا انهزم ولحقوا به يكون مسيرهم فى أرضهم ولابد من الاستعداد لاكتساح بلاده، وبذلك تنجو من التدمير، وإذا انتصر حدث ذلك فى أرض أعدائه.
وصل ألفونسو إلى بطحاء الزِّلاقَة وخيم على بعد ثلاثة أميال من الجيش المسلم يفصل بينهما نهر بطليوس يشرب منه المتحاربون [2].
لقد انزعج ألفونسو من مجيء المرابطين انزعاجًا كبيرًا, حيث شعر بعودة الروح المعنوية إلى أهالى الأَنْدَلُس الذين كان يسومهم سوء العذاب، يُقتِّل رجالهم ويسبى نساءهم، ويأخذ منهم الجزية، ويحتقرهم ويزدريهم، ويتلاعب بمصيرهم, وينتظر الفرصة لاستئصالهم من الأَنْدَلُس، لتعم النصرانية فى سائر البلاد، ويرتفع الصليب على أعناق العباد، وإذا بالمرابطين يربكون مخططاته ويبددون أحلامه.
لذلك أراد ألفونسو أن يوجِّه ضربة قاصمة لمن كان السبب فى استدعاء المرابطين وخصوصًا للفارس المغوار المُعْتَمِد بن عَبَّاد وقرينه المُتَوَكِّل بن الأفطس، وكان يرى أن نصره يعتمد على تكبيل القوة الدَّاخلِيَّة فى الأَنْدَلُس بالهزائم المتتالية والمتلاحقة.
أما المرابطون بعد ذلك سيرجعون إلى وطنهم الأصلى المغرب، وبالقضاء على الأَنْدَلُس يسهل القضاء على المرابطين بسبب جهلهم بالطبيعة الجغرافية للبلاد.
ومما ساعد ألفونسو على أن يعيش فى تلك الأحلام فتور معظم أهل الأَنْدَلُس بسبب ترفهم ونعيمهم وجبنهم وحبهم للحياة وهروبهم من الشهادة، كما أن أسباب الهزيمة نخرت فى ذلك المجتمع المتهالك.
أما المُعْتَمِد بن عَبَّاد صاحب إشبيلية والمُتَوَكِّل بن الأفطس صاحب بطليوس فقد قررا امتشاق الحسام، فمَن ظفر عاش سعيدًا ومَن مات كان شهيدًا [3]. [1] الروض المعطار، ص (88)، نفح الطيب (6/ 96). [2] ابن الكردبوس ص (93)، روض القرطاس ص (94)، نقلاً عن دولة المرابطين, ص (84). [3] انظر: دولة المرابطين، د. سعدون عباس، ص (85).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 92