responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 93
وأما المرابطون الذين تربوا على تعاليم الإسلام وأصول أهل السنة والجَماعَة ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بعد تربية عميقة، وتكوين فريد وإيمان راسخ ساهم علماء وفقهاء المالكية فى ذلك، وعلى رأسهم الفقيد الشهيد ابن ياسين, فقد مروا بمراحل صقلتهم وحروب زكتهم، وأصبحوا متشوِّقين إلى الاستشهاد معتمدين على رب العباد, آخذين بأسباب النصر المعنوية والمادية.
وكان رأى المرابطين إن المعركة فى الأَنْدَلُس مصيرية للأمة الإسلاميَّة وبذلك لا يمكن الاعتماد على شعب مهزوم وقع فى أسر المعاصى والذنوب.
وكما أن انتصارهم فى الأَنْدَلُس يرعب أعداءهم وخصومهم فى المغرب ويتم بنصرهم إنقاذ الإسلام والحضارة فى ذلك البلد البعيد عن العالم الإسلامي.
كان ألفونسو يقود حربًا صليبية شرسة ضد المُسْلِمِين، ودعمته الكنيسة فى روما بالجنود والعتاد والأموال، ورغبت بلدان الإفرنجة بالوقوف مع ألفونسو فى حربه المقدسة ضد المُسْلِمِين.
إن الجانب المادى عند النصارى كان أعلى بكثير مما عند المرابطين، ولكنَّ الجانب المعنوى عند المرابطين لا حدود له.
وأرسل يوسف بن تاشفين إلى ألفونسو كتابًا يعرض عليه الدخول فى الإسلام أو دفع الجزية أو الحرب، ومما جاء فى كتاب الأمير: «بلغنا يا أذفونش أنَّك نحوت الاجتماع بنا, وتمنيَّت أن تكون لك فُلْكٌ تعبر البحر عليها إلينا، فقد جزناه إليك، وجمع الله فى هذه العرصة بيننا وبينك، وترى عاقبة ادعائك (وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال)» [1].
ولما قرأ ألفونسو الكتاب زاد غضبه وذهب بعقله وقال: «أبمثل هذه المخاطبة يخاطبنى وأنا وأبى نغرم الجزية لأهل ملته منذ ثمانين سنة؟» [2] وقال لرسول الأمير يوسف: «قُل للأمير لا تتعب نفسك أنا أصل إليك» [3]، وإنَّنا سنلتقى فى ساحة المعركة [4]، ومعنى ذلك أن ألفونسو اختار الحرب، وحاول ألفونسو حامى حمى النصرانية فى إسبانيا أن

[1] وفيات الأعيان (7/ 116).
[2] دولة المرابطين، ص (78).
[3] روض القرطاس، ص (94).
[4] الأندلس فى عصر المرابطين، ص (82).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست