نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 188
وكل شيء له حال تغيره
لها إلى الشيء لم تظفر به نظر
والذكرُ فيه حياة للقلوب كما
يحيي البلاد إذا ما ماتت المطر
والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبه
كما يُجلّي سوادَ الظلمةِ القَمَرُ
لا ينفع الذكر قلباً قاسياً أبداً
وهل يلين لقول الواعظ الحجر؟
والموت جسرٌ لمن يمشي على قدم
إلى الأمور التي تخشى وتُنتظَرُ
فهم يمرّون أفواجاً وتجمُعُهم
دار إليها يصير البدو والحَضَرُ
من كان في معقل للحِرز [1] أسلمه
أو كان في خمر لم ينجه خَمَرُ
حتى متى أنا في الدنيا أخو كَلَفٍ
في الخير مني لَذَّاتِها صَعَرُ (2)
ولا أرى أثراً للذكرِ في جسدي
والماء في الحجر القاسي له أثَرُ
لو كان يسهر عيني ذكر آخرتي
كما يُؤرِقني للعاجل الشَّهَرُ
إذا لداويت قلباً قد أضرّ به
طول السقام ووهن العظم ينجبرُ
ما يلبثُ الشيءُ أن يبلى إذا اختلفت
يوماً على نقضه الروحات والبَكَرُ (3)
والمرءُ يصعد ريعان الشباب به
وكل مصعدة يوماً ستنحدر (4)
وكل بيت خراب بعد جِدًَّتِهِ
ومن وراء الشباب الموت والكَبَرُ
بينا يُرى الغُصن لَدْنا [5] في أرومته
ريان أضحى خُطاماً جوفه نَخِرُ
وكم من جميع أَشَتَّ الدهر شملَهُمُ
وكل شمل جميع سوف ينتثِرُ
وربَّ أصيد سامي الطرف معتصب
بالتاج نيرانه للحرب تستعر
يظل مفترِشَ الديباج محتجباً
عليه تبني ثباب الملكِ والحَجرُ
قد غادرته المنايا وهو مستلب
مُجَدَّل ترب الخدين منعفِر (6)
أبعد آدم ترجون البقاء وهل
تبقى فروع لأصل حين ينعقر
لهم بيوت بمستن السيول وهل
يبقى على الماء بيت أُسُّه مَدَرُ
إلى الفناءِ ـ وإن طالت سلامتهم
مصير كل بني أنثى وإن كثروا
إنَّ الأمور إذا استقبلتَها اشتبهت (7)
وفي تدبرها التبيان والعِبَرُ
والمرء ما عاش في الدنيا له أملٌ
إذا انقضى سفر منها أتى سفر [1] الحِرز: المكان المنيع يُلجأ إليه.
(2) صَعَر: صعر خده: أماله كبراً.
(3) الروحات والبكر: روحة من الرواح ويقابله الصباح البكر: أول النهار.
(4) أي بعد كل صعود نزول: ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع. [5] لدنا: طرياً ليناً.
(6) مُجَدَّلُ: جَدَّل: صرع وفي حديث علي رضي الله عنه: يعز علي أبا محمد أن أراك مجدّلاً تحت النجوم.
(7) اشتبهت: اشتبه اختلط الأمر عليه.
نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 188