responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 181
كثيراً يقول: هؤلاء جند الله وبدعائهم ننتصر على الأعداء، ولهم في بيت الله حق أضعاف ما أعطيهم فإذا رضوا منا ببعض حقهم فلهم المنة علينا [1].

سادساً: محبة المسلمين له:
عندما تحدث ابن كثير في أحداث سنة 552هـ قال: وفيها مرض نور الدين، فمرض الشام بمرضه ثم عوفي فرج المسلمون بذلك فرحاً شديداً [2] وقال في أحداث سنة ثمان وخمسين وخمسمائة: وفيها كبست الفرنج نور الدين وجيشه فانهزم المسلمون لا يلوي أحد على أحد ونهض الملك نور الدين فركب فرسه والشَّبحة [3] في رجله فنزل رجل كردي فقطعها حتى سار السلطان نور الدين فنجا، وأدركت الفرنج الكردي فقتلوه [4] وفيما ذكره ابن كثير يظهر الحب العميق الذي تكنه الأمة لنور الدين وهذا الحب الرباني كان نابعاً من القلب، وبإخلاص، لم يكن حب نفاق وما أبلغ تعبير ابن كثير: مرض نور الدين فمرض الشام بمرضه، فهل هناك تلاحم بين القيادة والقاعدة مثل هذا في ذلك الزمن، ومن أسباب ذلك الحب صفات نور الدين القيادية، فهو يسهر ليناموا ويتعب ليستريحوا وكان يفرح لفرح المسلمين ويحزن لحزنهم، وكان عمله لوجه الله - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً - وصدق الشاعر الليبي أحمد رفيق المهدوي عندما قال:
فإذا أحب الله باطن عبده ... ظهرت عليه مواهب الفتاح
وإذا صفت لله نية مصلح ... مال العباد عليه بالأرواح (5)
إن القيادسة الصحيحة هي التي تستطيع أن تقود الأرواح قبل كلَّ شيء وتستطيع أن تتعامل مع النفوس قبل غيرها، وعلى قدر إحسان القيادة يكون إحسان الجنود، وعلى قدر البذل من القيادة يكون الحب من الجنود والأمة لها.
إن نور الدين وضع الله له قبولاً عظيماً بين أبناء أمته وأحبته الجماهير لجهاده وإخلاصه وتفانيه في خدمة الإسلام وامتد هذا الحب لكي يتجاوز مدن دولته وحصونها وقرأها إلى ما وراء الحدود وكسب جماهير خصومه من الداخل، وهز عروشهم، وقطع جذور مواقعهم من الأعماق وإزاحهم من طريق الوحدة التي اعتزم بناءها دونما قطرة من دم، فالدم المسلم كان عنده عظيماً، وليست تجربته مع أهالي دمشق بالمثل الوحيد، فمُنذ عام 543هـ حينما تقدم

[1] الباهر ص 172 - 173 تاريخ الزنكيين ص 409.
[2] البداية والنهاية (16/ 382).
[3] الشبحة التي تربط بها يد الفرس من لباد ونحوه.
[4] البداية والنهاية (16/ 406).
(5) الحركة السنوسية للصَّلاَّبي (2/ 7).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست