responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 210
من سنن الله الجارية والماضية لاتتبدل ولا تتغير، فأي قيادة مسلمة تسعى لهذا المطلب الجليل والعمل العظيم مخلصة لله في قصدها، مستوعبة لسنن الله في الأرض، فإنها تصل إليه ولو بعد حين، وترى آثار ذلك التحكيم على أفرادها ومجتمعاتها ودولها وحكامها.

إن الغرض من الأبحاث التاريخية الإسلامية الاستفادة الجادة من أولئك الذين سبقونا بالإيمان في جهادهم وعلمهم وتربيتهم، وسعيهم الدؤوب لتحكيم شرع الله، وأخذهم بسنن الله وفقهه ومراعاة التدرج والمرحلية والارتقاء بالشعوب نحو الكمالات الإسلامية المنشودة، إن التوفيقات الربانية العظيمة في تاريخ أمتنا يجريها الله تعالى على يدي من أخلص لربه ودينه، وأقام شرعه وقصد رضاه وجعله فوق كل اعتبار [1]. قال تعالى: " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثّم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " (النساء: 65).
قال تعالى: " وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمُكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً " (النور: 55).

ثانياً: بناء دولة العقيدة على أصول أهل السنة: كان نور الدين رجل عقيدة وكان أظهر ما في خصائصه هو إيمانه الإسلامي العميق قال عنه ابن كثير: .. كان مجاهداً في الفرنج، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، صحيح الاعتقاد وكان قد قمع المناكر وأهلها ورفع العلم والشرع وليست الدنيا عنده بشيء رحمه الله [2] وكان رحمه الله يملك رؤية نهوض قائمة على إحياء السنة وقمع البدعة قال عنه ابن كثير: أظهر نور الدين ببلاده السنة وأمات البدعة وأمر بالتأذين بحي على الصلاة حي على الفلاح ولم يكن يؤذن بهما في دولتي أبيه وجده، وإنما كان يؤذن بحي على خير العمل، لأن شعار الرفض كان ظاهراً [3]، وكان يعاقب المبتدعة بأشد العقوبات: قيل إن رجلاً أظهر شيئاً من التشبيه، فأركب على حماره، وأمر بصفعه وطيف به في البلد ونفاه إلى حّران [4]، وكان نور الدين يتحرى السنة في أمورها كلها ومن أعظم إنجازات دولته هو إسقاط الدولة الفاطمية وكان الفضل لله ثم للحملات المتوالية التي أرسلها نور الدين محمود [5] حتى خلص المسلمين من شرورها وأعلن تبعيتها للخلافة العباسية السنية وكان رأي نور الدين

[1] الخليفة الراشد والمصلح الكبير عمر بن عبد العزيز ص 357.
[2] البداية والنهاية نقلاً عن الجهاد والتجديد ص 330.
[3] المصدر السابق ص 330.
[4] كتاب الروضتين (1/ 24) الجهاد والتجديد ص 330.
[5] الجهاد والتجديد ص 331.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست