responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 212
متغلغل في حلب [1]، فقام نور الدين محمود باتخاذ خطوات سياسية واكبتها في الوقت نفسه خطوات فكرية هامة: ففي رجب من عام 543هـ/1148م أي بعد عامين تقريباً من استقراره في حلب رأيناه يأمر الشيعة بترك حي على خير العمل في الآذان وينكر عليهم إنكاراً شديداً جهرهم بسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحذرهم من مغبة العود إلى ما نُهوا عنه، فعظم هذا الأمر على الإسماعيلية، وأهل التشيع، وضاقت له صدورهم وهاجوا وماجوا ثم سكنوا وأحجموا للخوف من السطوة النورية المشهورة، والهيبة المحذورة ([2]
كما قام نور الدين بخطوة أخرى وهي: إبعاد بعض زعماء الشيعة عن حلب، ممن كان يخشى خطرهم، وكان على رأس المبعدين والد المؤرخ ابن أبي طي [3] وواكبت هذه الخطوة السياسية خطوة فكرية هامة: وهي إنشاء مدرستين سنيتين كبيرتين: إحداهما للحنفية وهي المدرسة الحلاوية التي أنشأها نور الدين في العام ذاته 543هـ/1148م وأسند التدريس فيها إلى برهان الدين أبي الحسن علي بن الحسن البلخي حيث استدعاه نور الدين من دمشق فجأ وألقى بها الدروس على الفقهاء وكان هو وتلاميذه خير عون لنور الدين في تنفيذ سياسته الرامية إلى مناهضة الشيعة ونصرة الكتاب والسنة، فيذكر بعض المؤرخين أن البلخي جلس تحت منارة المسجد وأمر بعض الفقهاء بالصعود إليها وقت الأذان وقال لهم: من لم يؤذن الأذان المشروع فألقوه من المنارة على رأسه، فأذنوا الأذان المشروع [4]. وكان المدرسة الثانية التي أنشأها نور الدين في حلب هي المدرسة الِنفَّريَّة النورية، وقد أنشأها (سنة 44هـ/1149م) لتدريس المذهب الشافعي وتولى التدريس بها قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري ت 578هـ، 1182م أحد أساتذة نظامية نيسابور، وقد كان حضر إلى دمشق في عام 540هـ/1145م وأقام بها يعظ ويعلم، فأقبل عليه الناس فاستدعاه نور الدين إلى حلب وأسند إليه التدريس بهذه المدرسة (5)
ولم يكن اختيار النيسابوري لتولي الأستاذية بهذه المدرسة من قبيل المصادقة فالرجل له قدم راسخة في علوم السنة والمنطق وعلوم الكلام ويملك من القدرات العقلية والفكرية ما يمكنه من إنزال هزائم فادحة في مجال الفكر للعقيدة الشيعية الرافضية وكان نور الدين بحاجة مآسة إلى العلماء الذين تخرجوا ودرسوا في المدارس النظامية، فبيئة حلب قد دخلت في طور التجديد لمنهج أهل

[1] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني ص 207.
[2] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (1/ 202) ..
[3] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 85.
[4] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني ص 209 نقلاً عن زبدة حلب.
(5) كتاب الروضتين نقلاً عن التاريخ السياسي والفكري ص 209 ..
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست