responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 213
السنة ومحاربة التشيع الباطني المتسلح بالفلسفة للدفاع عن عقيدته [1].
أ- الاهتمام بالمذهب الشافعي في حلب: كان نور الدين محمود يتبع مذهب الإمام أبي حنيفة إلا أنه أنشأ للشافعية في حلب ثلاث مدارس هي: النفرية والعصرونية والشعيبية وأسند الأولى إلى استاذ من أساتذة النظاميات، والثانية إلى تلميذ من أنبغ من خرجت نظامية بغداد وهو شرف الدين بن أبي عصرون، وفي الوقت الذي لم ينشئ فيه لأهل مذهبه إلا مدرسة واحدة وهي الحلاوية السالفة الذكر. لاعتقاده بأن علماء المدارس النظامية لهم القدرة على الإحياء السني، وقمع شبهات المبتدعة من الشيعة الرافضة أكثر من غيرهم وذلك بسبب خبرة المدارس النظامية وخريجيها على مواجهة المد الباطني الشيعي وقدرتها على كشف باطلها بأسلوب علمي رصين إضافة إلى اهتمام المدارس النظامية بنشر العلم الشرعي والإحياء السني الكبير ولئن البيئة الحلبية تحتاج إلى ذلك النوع من علماء أهل السنة والذي يقوي هذا المذهب أن نور الدين لم يسلك سبيلاً مشابهاً لهذا المسلك في دمشق بعد أن استولى عليها، إذ كانت حفاوته بمدارس الحنفية أكثر، فأنشا فيها أشهر مدارسه وهي: النورية الكبرى، كما بنى للحنفية مدرسة أخرى بجامع القلعة عرفت بالنورية الصغرى وأما الشافعية فإنه أسس لهم مدرستين أو ثلاثاً على خلاف بين المؤرخين [2] ويبدو أن مدينة حلب كانت في حاجة ماسة إلى جهود أهل السنة من المذهب الشافعي المسلحين بدراسة الجدل وعلم الكلام ليواجهوا الشيعة مواجهة فكرية تشد من أزر المواجهة السياسية لذا رأينا نور الدين يكثر من بناء مدارس الشافعية لحلب ويستقدم لها نوعية خاصة من الأساتذة ليتولوا مهمة التدريس بها والإشراف عليها، وهذا ما لم يحفل به كثيراً في دمشق حيث النفوذ السني غالب، فصرف همته إلى العناية بفقهاء مذهبه، والاهتمام بدار الحديث الشريف التي أنشأها [3].
ب- الاستفادة من جهود علماء السنة: لم تقف جهود نور الدين في حلب عند حد العناية بإنشاء المدارس الحنفية والشافعية، بل إنه كان حريصاً على أن يستفيد من جهود علماء السنة على اختلاف مذاهبهم في محاربة الفكر الشيعي، والتمكين لمذهب السنة ولذلك كان يعتني أيضاً بعلماء المالكية والحنابلة وفقهائهم، فأوقف زاويتين بالمسجد الجامع في حلب، وخصص إحداهما لفقهاء الحنابلة والأخرى للمالكية وبذلك نجح نور الدين في

[1] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني ص 209.
[2] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني في المشرق ص 210.
[3] المصدر نفسه ص 211.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست