responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 222
وقرأ فيها هذه البشارة، حتى وصل إلي عاصمة الخلافة، فخرج الموكب لتلقيه، ونثرت عليه الدنانير، وحمل معه عند عودته التشريفات والخلع من الخليفة إلى نور الدين وصلاح الدين [1] وبذلك قدر لمصر أن تعود إلى رحاب السنة في عهد نور الدين الذي تركزت جهوده في هذا المجال حول ثلاثة جوانب: الفتح العسكري الذي مهد الطريق أمام التحول السني، وتغيير النظام القضائي من المذهب الإسماعيلي الشيعي إلى المذهب الشافعي السني، ثم إسقاط الخلافة الفاطمية وإقامة الخطبة للخلافة العباسية السنية [2].
وإذا كانت معظم جهود نور الدين الفكرية قد وزعت بين حلب ودمشق ومصر فإن هذا لا يعني إهمال بقية المناطق الخاضعة لنفوذه، بل إنه أنشأ المدارس السنية في كثير منها، وشيد عدداً كبيراً من المساجد التي كانت مهيأة للعبادة والدرس، فبنى للفقيه ابن أبي عصرون مدارس في حلب وحمص وبعلبك [3]، ويقول ابن خلكان عن نور الدين إنه بنى المدارس بجميع بلاد الشام مثل: دمشق وحلب، وحماة، وحمص، وبعلبك، ومنيح والرحبة، وبنى بمدينة الموصل الجامع النُّوري، ورتب له ما يكفيه، كما بنى جامع حماة وجامع الرها، وجامع منبج [4].

4 - عوامل نجاح نور الدين في تحقيق برنامجه الإصلاحي أن جهوده جاءت تالية لجهود المدارس النظامية، فانتفع بما حققته من نتائج وفي مقدمتها تخريج جيل يحمل على عاتقه مهمة الدعوة للمذهب السني، والانتصار له. وقد استفاد نور الدين من عدد كبير تخرجوا من النظاميات يأتي الحديث عنهم لاحقاً بإذن الله تعالى واستطاع نور الدين أن يستغل بذكاء مواهب العلماء البارزين في عصره ويستعين بهم في دعم المذهب السني وكانت شخصيته من أهم العوامل التي ساعدته على النجاح في المهمة التي سعى لتحقيقها، فمن أبرز صفاته أنه كان يثق بالعلماء ثقة مطلقة ولا يسمح لأحد أن يتناول واحدا منهم بمقالة سوء، فازدادت منزلة العلماء سموا وأصبحوا محل ثقة جمهور المسلمين وتقديرهم كما كان يحرص على حضور مجلس العلم كلما سمحت له ظروفه بهذا ويواظب على عقد مجالس الوعظ، ويستمع - مع الناس - للحافظ ابن عساكر ولقطب الدين النيسابوري، وغيرهما من الوافدين على دمشق من أنحاء العالم الإسلامي [5]، كان نور الدين كقائد سياسي وعسكري على قناعة راسخة بالخطورة العظيمة التي يمثلها المد الشيعي الرافضي في سبيل نهوض الأمة

[1] التاريخ السياسي والفكري ص 221.
[2] كتاب الروضتين نقلاً عن التاريخ السياسي والفكري ص 221.
[3] الدارس في تاريخ المدارس (1/ 401).
[4] وفيات الأعيان (4/ 272).
[5] كتاب الروضتين نقلاً عن التاريخ السياسي والفكري ص 224.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست