responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 227
المظلوم ولو أنه يهودي من الظالم ولو أنه ولده أو أكبر أمير عنده [1]، وكان قبل إنشائه هذه الدار يجلس كل يوم ثلاثاء في المسجد المعلق بدمشق: ليصل إليه كل أحد من المسلمين وأهل الذمة حتى نساؤهم [2]، الأمر الذي يفسر لنا ما أورده الرحالة اليهودي بنيامين التطيلي من تواجد العدد الكبير من اليهود في دمشق وحلب حيث بلغ في الأولى نحو ثلاثة آلاف [3] وفي الثانية ألفاً وخمسمائة ([4]
وأما النصارى المتواجدون في دولة نور الدين فإنهم لم يمسوا بأذي - رغم ظروف الصراع الإسلامي الصليبي - وعوملوا كمواطنين لهم حق الرعاية الكاملة ولم يعرف عنه [5] أنه هدم في حياته كنيسة ولا آذى قساً أو راهباً وقد كان الصليبون إذا دخلوا بلداً قتلوا جلة أهله المسلمين ولو أنه تأثر بذلك وعاملهم بالمثل لقام له في ذلك عذر، ولكنه كان إنساناً عظيماً لا يقيس نفسه بأولئك الجفاة الذين أساؤوا حتى إلى نصارى البلاد، فظلت الكنائس في بلاده عامرة باهلها، بل إن الصليبيين كانوا إذا خرجوا في بلد تنفس نصاراه الصعداء وآمنوا إلى عدله وإنصافه [6].

2 - استجابته للقضاء: طلب مرة من قبل أحد المدعين فما كان من أحد كبار موظفيه إلا أن دخل عليه ضاحكاً وقال مستهزئاً: يقوم المولى إلى مجلس الحكم، فأنكر نور الدين على الرجل سخريته
وقال: تستهزيء بطلبي إلى مجلس الحكم؟ وأردف: يُحضر فرسي حتى نركب إليه: السمع والطاعة؛ قال الله تعالى: " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعناً " (النور، آية: 51). ثم نهض وركب حتى دخل باب المدينة واستدعى أحد أصحابه وقال له: أمضي إلى القاضي وسلم عليه وقل له: أني جئت هاهنا امتثالاً لأمر الشرع [7]. ويوماً كان يلعب الكرة - هوايته المفضلة - في دمشق، فرأى رجلاً من أتباعه يحدث آخر ويومئ بيده إليه، فأرسل إليه يسأله عن حاله، فأعلمه أن له مع نور الدين خصومة حول بعض الأملاك، وطلب حضوره إلى مجلس القضاء للفصل في المسألة، فتردد الغلام في عرض الموضوع على نور الدين، ولكن هذا ألح عليه، فلما تبين له الأمر ألقى العصا من يده وخرج من الميدان وسار إلى القاضي كمال الدين وقال له: إنني قد جئت محاكماً فاسلك معي ما تسلكه مع غيري، فلما حضر المدعي ساوى كمال الدين بينه وبين خصمه وإذ لم يثبت ضده شيء قال للقاضي ولكافة الحضور: هل ثبت له عندي حق؟ قالوا: لا فقال: اشهدوا أنني قد وهبت له هذا المال

[1] الكامل في التاريخ نقلاً عن نور الدين محمود ص 77.
[2] الكواكب ص 25 نور الدين محمود ص 77.
[3] نور الدين محمود الرجل والتجربة ص 77.
[4] المصدر نفسه ص 78 ..
[5] نور الدين محمود الرجل والتجربة ص 78.
[6] نور الدين محمود حسين مؤنس ص 367، 368.
[7] الباهر ص 166 - 167.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست