responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 256
إلا نجم الدين فإنه كان إذا دخل إليه قعد من غير أن يؤمر بذلك كما يحدثنا كيف أن أسد الدين كان قد لزم خدمة نور الدين منُذ أيام والده زنكي .. وبعد أن تولى إمارة حلب راح يقربه ويقدمه: ورأى منه شجاعة يعجز غيره عنها فزاده حتى صار له حمص والرحبة وغيرهما، وجعله مقدم عسكره [1].

2 - مجد الدين ابن الداية وأخوته: لم يشأ نور الدين أن يجعل جل اعتماده على العناصر الإدارية المخضرمة ورأى أن يطعمها بعناصر جديدة أكثر ملائمة وفهماً لأهدافه، أسوة بما يفعله مؤسسو الدول في إعادة تنظيم أجهزتهم الإدارية وترشيح العناصر الأكثر تقبلاً للوضع الجديد وتجانسا معه [2] وقد كان مجد الدين محمد أبو بكر بن الداية، شقيق نور الدين من الرضاعة واخوته شمس الدين علي وسابق الدين عثمان وبدر الدين حسن، وبهاء الدين عمر - الذي لم يبرز في ميدان الإدارة كما برزا اخوته لربما لصغر سنة، ويتحدث العماد الأصفهاني عن المكانة العالية التي بلغها مجد الدين واخوته في إمارة نور الدين فيقول: كان مجد الدين رضيع نور الدين قد تربى معه ولزمه وتبعه إلى أن ملك الشام بعد والده ففوض إليه نور الدين جميع مقاصده وحكمه في الملك فلا يحل ولا يعقد إلا برأيه. وكان يسكن قلعة حلب. وقد سلمت قلعة جعبر وتل باشر لأخيه الأصغر سابق االدين عثمان، وحارم لأخيه الثالث بدر الدين حسن. وثمة مواقع عديدة أخرى مثل عزاز وعين تاب وغيرهما كان مجد الدين يشرف عليها بنفسه عن طريق نوابه [3]، وعندما هدمت الزلازل شيزر عام 552 - 1157م واستولى عليها نور الدين من بني منقذ سلمها إلى مجد الدين [4]. ويؤكد سبط ابن الجوزي أن مجد الدين وإخوته: كانوا أعز الناس على نور الدين وكان قد أسكنهم معه في قلعة حلب لا يصدر إلا عن رأيهم [5]. ويكاد المؤرخون يجمعون على أن مجد الدين أحسن تدبير المهمة التي عهدت إليه وأنه كان عند حسن الظن، وظل طوال خمسة عشر عاماً يتمتع بثقة سيده ومحبته وتفويضه الأمور في قاعدة ملكه حلب. وقد امتاز الرجل بشجاعته وتدينه وتعشقه لتقديم الخدمات الاجتماعية.
وعندما توفي عام 565هـ - 1169م نفس النسة التي توفي فيها نائب كبير آخر في دولة نور الدين يدعى العمادي محمد حزن نور الدين حزناً عميقاً وقال وهو يبكي: لقد قصت جناحاي وسرعان ما عمد بجميع ما كان له من مناصب وصلاحيات إلى أخيه شمس الدين علي الذي غدا بمرور الوقت: أكبر الأمراء النورية

[1] نور الدين محمود الرجل والتجربة ص 55.
[2] المصدر نفسه ص 56
[3] المصدر نفسه ص 56.
[4] كتاب الروضتين نقلا ًعن نور الدين محمود ص 56.
[5] مرآة الزمان (8/ 324 - 325).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست