responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 263
الإدارية [1]، مما يعني أن مفهوم وظيفة الشحنة كان يتغير من ظرف إلى آخر ومن مكان إلى مكان [2].
7 - القاضي: حظي القضاء برعاية نور الدين واهتمامه أكثر من أية وظيفة أخرى ويرجع السبب في ذلك إلى تركيزه على إقرار العدل وإشاعته في دولته، فقد كان يختار لهذه الوظيفة أشهر العلماء والفقهاء المعروفين بالتقوى والاستقامة ويعطيهم كامل الصلاحيات في تنفيذ أعمالهم وأحكامهم فكان القضاء يتمتع باستقلال تام [3]، وكان هو أول من أنشأ محكمة عليا سمّاها دار العدل - كما مّر معنا- للنظر في القضايا المتعلقة بكبار رجال الدولة، عندما لاحظ تهيب القاضي طلب بعضهم للمحاكمة، فكان يجلس فيها للقضاء ومعه الفقهاء والعلماء والقاضي ليستشيرهم فيما يعرض عليه من قضايا، ثم جعل من نفسه قدوة لرجال دولته عندما ذهب إلى مجلس القضاء وطلب من القاضي أن يساوي بينه وبين خصمه في المحاكمة [4]، فلم يجرؤ أحد بعد ذلك من الأمراء والقادة وكبار موظفي الدولة على مخالفة الشريعة أو ظلم أحد من الرعية لأنه علم أن العقاب لا بد أن يقع عليه وكان كمال الدين الشهرزوري أشهر القضاة في دولة نور الدين الذي كان يجلُّه ويقدره فجعله قاضياً للقضاة في الدولة كلها بحيث يكون القضاة في الأقاليم نوّاباً عنه، وكلّفه بأعمال مهمة غير القضاء كالإشراف على دار الضرب وأوقاف الدولة وبناء أسوار دمشق ومدارسها ومارستانها حتى وصفه العماد الأصفهاني بأنه كان الحاكم المطلق في دمشق وأنه: ارتقى إلى درجة الوزارة فكان له الحل والعقد في أحكام الشام [5]، ومن القضاة الآخرين. الذين اشتهروا في دولة نور الدين شرف الدين أبي عصرون، الذي وصف بأنه من أفقه أهل عصره [6].

ثالثاً: صبغ الإدارة الزنكية بالصبغة الإسلامية وتكامل القيادات السياسية والفكرية:
حرصت القيادات السياسية والإدارية والعسكرية على العموم بالتزامها العقائدي في نشاطاتها وممارساتها، والسبب في ذلك يعود إلى تربيتها الإسلامية، وإلى شخصية نور الدين فقد كان نور الدين زنكي تقياً ورعاً وعّده بعض المؤرخين بأنه أفضل من جاء بعد عمر بن العزيز من الحكّام، وكان يحافظ على صلاة الجماعة ويكثر من الصلاة من الليل إلى وقت السحر إلى أن يركب. وكان محدثاً مع الحديث وأسمعه وجمعه، وكان حنفي المذهب عارفاً

[1] الكواكب الدرية ص 147 دور نور الدين ص 176.
[2] دور نور الدين في نهضة الأمة ص 176.
[3] دور نور الدين في نهضة الأمة ص 176.
[4] المصدر نفسه ص 176.
[5] دور نورالدين محمود في نهضة الأمة ص 176.
[6] المصدر نفسه ص 176.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست