نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 392
الأولى: معرفة الرب وصفاته من قدرته وكفايته وقيوميته وانتهاء الأمور إلى علمه صدورها عن مشيئته وقدرته وهي أول درجة يضع بها العبد قدمه في مقام التوكل.
الثانية: إثبات الأسباب والمسببات.
الثالثة: رسوخ القلب في مقام توحيد المتوكل فإنه لا يستقيم توكل العبد حتى يصح له توحيده، بل حقيقة التوكل توحيد القلب، فما دامت فيه علائق الشرك فتوكل معلول مدخول وعلى قدر تجريد التوحيد تكون صحة التوكل، فإن العبد متى التفت إلى غير الله أخذ ذلك الالتفات شعبة من شعب قلبه فنقص من توكله على الله بقدر ذهاب تلك الشعبة ومن هنا ظن من ظن أن التوكل لا يصح إلاَّ برفض الأسباب وهذا حق لكن رفضها عن القلب لا عن الجوارح.
الرابعة: اعتماد القلب على الله واستناده وسكونه إليه بحيث لا يبقى فيه اضطراب من تشويش الأسباب ولا سكون إليها علامة هذا ألا يبالي بإقبالها وإدبارها ولا يضطرب قلبه عند إدبار ما يحب وإقبال ما يكره منها لأن اعتماده على الله وسكونه إليه ومثل حاله كحال الطفل الرضيع في اعتماده وسكونه وطمأنينته بثدي أمه لا يعرف غيره وليس في قلبه التفات إلى غيره. كذلك المتوكل لا يأوي إلاَّ إلى ربه سبحانه.
الخامسة: حسن الظن بالله عز وجل، فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه، ولذلك فسّر بعضهم التوكل بحسن الظن بالله والتحقيق أن حسن الظن بالله يدعو إلى التوكل عليه، إذ لا يتصور التوكل على من ساء ظنك به ولا التوكل على من لا ترجوه.
السادسة: استسلام القلب له وانجذاب دواعيه كلها إليه ولهذا فسَّره من قال: أن يكون العبد بين يدي الله كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف أراد لا يكون له حركة ولا تدبير.
السابعة: التفويض وهو روح التوكل ولبُّه وحقيقته وهو إلقاء أموره كلها إلى الله وإنزالها به طلباً، واختياراً لا كرها واضطراراً، بل كتفويض الابن العاجز الضعيف كل أموره إلى أبيه العالم بشفقته عليه وتمام كفايته وحسن تدبيره، فهو يرى أن تدبير أبيه له خير من تدبيره لنفسه فلا يجد له أصلح ولا أرفق من تفويض أموره كلها إلى أبيه [1].
المسألة الثالثة: ثمرات التوكل: ويرى الشيخ عبد القادر الجيلاني أن للتوكل ثمرات فقد قال: من أحب القوة في دين الله عز وجل فليتوكل على الله عز وجل لأن التوكل [1] مدارج السالكين (2/ 112).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 392