responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 394
ترك الأسباب أو أن هناك تعارضاً بين التوكل والأخذ بالأسباب، بل إن التوكل الصحيح في مفهوم الشيخ الجيلاني هو الأخذ بالسبب والتوكل على مسبب الأسباب إذ يقول في هذا الصدد: إعط نفسك في بحر التوكل فتجمع بين السبب والمسبب [1].

4 - الشكر: تحدث الشيخ عبد القادر الجيلاني عن الشكر من خلال ثلاث مسائل:
الأولى: حقيقة الشكر: فقال رحمه الله: وحقيقة الشكر عند أهل التحقيق الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع [2].
وأما أقسامه: فإنه - رحمه الله - قد قسم الشكر إلى ثلاثة أقسام فقال: ثم الشكر ينقسم إقساماً إلى شكر باللسان وهو اعترافه بالنعمة مبعث الاستكانة، وشكر بالبدن والأركان وهو اتصاف بالوفاء والخدمة، وشكر بالقلب وهو اعتكاف على بساط الشهور بإدامة حفظ الحرمة [3]. وفي موضع آخر يصف الشيخ عبد القادر الجيلاني كيفية الشكر فيقول: أما كيفية الشكر فيكون باللسان بالاعتراف بالنعمة وأنها من عند الله عز وجل وترك الإضافة إلى الخلق لا إلى نفسك وحولك وقوتك وكسبك ولا إلى غيرك من الذين جرت على أيديهم لأنك وإياهم أسباب وآلات وأداة لها. وأن قاسمها ومجريها وموجودها والسبب لها هو الله عز وجل والقاسم هو الله والمجري هو فهو أحق بالشكر من غيره. وأما الشكر بالقلب. فبالاعتقاد الدائم والعقد الوثيق الشديد المنبرم أن جميع مابك من النعم والمنافع واللذات في الظاهر والباطن في حركاتك وسكناتك من الله عز وجل ولا من غيره ويكون شكرك بلسانك معبراً عما في قلبك وأما شكر الجوارح: فبأن تحركها وتستعملها في طاعة الله عز وجل دون غيره من الخلق فلا تجب أحداً من الخلق فيما فيه إعراض عن الله تعالى، وهذا يعم النفس والهوى والإرادة والأماني وسائر الخليقة بحيث تجعل طاعت الله أصلاً ومتبوعاً وإماماً وما عداها فرعاً وتابعاً ومأموماً [4].

وأما أصناف الشاكرين: فقد جعلهم ثلاثة أصناف:
الأولى: من وصفهم بالعالمين وهم السواد الأعظم من العباد وشكرهم يكون من جملة أقوالهم.
والثاني: من وصفهم بالعابدين وهم المؤمنون على وجه العموم والمباشرون للعبادات المفروضة عليهم يكون نوعاً من أفعالهم.

[1] المصدر نفسه ص 167.
[2] الغنية للجيلاني (2/ 193).
[3] الغنية للجيلاني (2/ 194).
[4] فتوح الغيب للجيلاني ص 134.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست