responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 402
(الغنية) " وفتوح الغيب" فصولاً مطولة مما اعتمده الشيخ عبد القادر في ذلك [1].
ج- الإعداد الاجتماعي: ويستهدف هذا الإعداد توثيق العلاقات بين الأفراد والجماعات والقضاء على أسباب التفكك الاجتماعي الذي ساد المجتمع في عصره والميدان الذي كان يتم به هذا الإعداد هو المدرسة القادرية نفسها حيث يتدرب المريد على ما يجب أن يتحلى به الفرد خارج المدرسة في المجتمع الكبير. ويشمل هذا الإعداد تنظيم حياة المريد الخاصة؛ وعلاقات المريدين بالقيادة المتمثلة بالشيخ؛ وعلاقاتهم ببعضهم البعض؛ وعلاقاتهم بالمجتمع المحيط، أما عن حياة المريد الخاصة، فقد حدد المنهاج القادري آداباً تنظم دقائق السلوك اليومي للفرد كاللباس والنوم والدخول والخروج والزينة والجلوس والسير والطعام والشراب، ومعاملة الزوجة والأبناء والوالدين، والإقامة والسفر، وفي جميع هذه الآداب يسترشد بما ورد في السنة النبوية. كذلك حرص الشيخ عبد القادر أن يبتعد بالمريد عن كل ما ينزل من مكانته الاجتماعية كالبطالة والعيش على هبات المحسنين، وسؤال الناس، وحثه على الاشتغال بالكسب والتجارة مع مراعاة قواعد الأخلاق والأمانة [2]. وأما عن تنظيم علاقة المريد والطالب بالشيخ، فقد أوجب عبد القادر على المريد طاعة الشيخ في الظاهر والباطن وأن لا ينقطع عنه وأن يستشيره في جميع شؤونه وفي المقابل أوجب على الشيخ أن يعامل مريديه بالحكمة والشفقة، وأن يؤدبهم ابتغاء مرضاة الله، وأن يكون لهم ملجأ وسنداً وراعياً فإذا لم يكن في هذه المنزلة فليترك شيخه وليعد إلى شيخ يؤدبه [3]. وحدد القاعدة التي يعتمدها المريد في صحبة الأغنياء والفقراء بما يلي: أن تصحب الأغنياء بالتعزز والفقراء بالتذلل ... وعليك بصحبة الفقراء والتواضع وحسن الأدب والسخاء .. وعلى المريد أن يحذر من الضعف أمام عطاء الأغنياء، أو يطمع بنوالهم، لأن تملقهم من أخطر الأمور على دين المرء وعلى خلقه.
شريطة أن لا يحقد عليهم، وأن يحسن الظن بهم وأن لا يتعالى عليهم [4].

2 - الوعظ وموضوعاته: بالرغم من اشتغال عبد القادر بالتدريس وإعداد المربين، فإنه لم ينقطع عن مجالس الوعظ العامة التي استهدفت إيصال دعوته إلى عامة الناس، فخصص لذلك ثلاثة أيام في الأسبوع: صباح الجمعة، ومساء الثلاثاء في المدرسة، وصباح الأحد في الرباط [5] ويذكر التادفي أن الحضور كانوا يدونون هذه المواعظ حتى عُدُّ في مجلسه مقدار

[1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 192.
[2] المصدر نفسه ص 193.
[3] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 194.
[4] الغنية (2/ 128 - 154) فتوح الغيب ص 75، 167.
[5] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 195.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست