responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 403
أربعمائة محبرة [1]. وقد جُمع قسم كبير من هذه المواعظ - أو المجالس كما كانت تسمى- في كتاب يُعرف باسم " الفتح الرباني " مع تحديد تواريخها وأمكنة إلقائها، كان الشيخ عبد القادر - في مواعظه - شديد الحماسة للإسلام مشفقاً لما آلت إليه تعاليمه في حياة الناس ويود لو استطاع استنفار الخلق جميعاً لنصرة الإسلام يقول في أحد مجالسه: دين محمد صلى الله عليه وسلم تتواقع حيطانه ويتناثر أساسه. هلموا يا أهل الأرض نُشيَّد ما تهدم ونقيم ما وقع: هذا شيء ما يتم يا شمس ويا قمر، وبانهار تعالوا [2] ويقول في موعظة أخرى: سبحان من ألقى في قلبي نصح الخلق وجعله أكبر همي. إني ناصح ولا أريد على ذلك جزاء. آخرتي قد حصلت لي عند ربي عز وجل. ما أنا بطالب دنيا، ما أنا عبد الدنيا ولا الآخرة، ولا سوى الحق عز وجل. فرحي بفلاحكم وغمي لهلاككم إذا رأيت وجه مريد صادق قد أفلح على يدي شبعت وارتويت واكتسبت وفرحت كيف خرج من تحت يدي [3] ومن أقوله كذلك: ألا إني راع لكم، ساق لكم، ناطور لكم ما ترقيت ها هنا وأرى لكم وجود الضر والنفع بعد ما قطعت الكل بسيف التوحيد. ألزمت هذا المقام. حمدكم وذمكم وإقبالكم وإدباركم عندي سواء. كم من يذمني كثيراً ثم يتقلب ذمة حمداً.
كلاهما من الله لا منه، إقبالي عليكم لله، أخذي منكم لله لو أمكنني دخلت مع كل منكم القبر وجاوبت عنه منكراً ونكير رحمة وشفقة عليكم [4]. بهذا الحماس، انطلق الشيخ عبد القادر يستنفر المسلمين إلى الالتفاف حول الإسلام، ويدعوهم إلى العودة إلى تعاليمه وحمل رسالته. وكان يرى أن صلاح دين الفرد لا يتم إلا بإصلاح القلب وفك إساره من حب الدنيا والأخلاق الذميمة ومن كل ما يشغل عن الله، ومن هنا كثرت في مواعظه دعوة الناس إليه للتربية والتزكية [5]، وكانت مواعظه وخطبه بعضها موجه لنقد العلماء، والحكام والدعوة لإنصاف الفقراء والعامة.
أ- انتقاد العلماء: كان الغالبية من العلماء من العلماء في عهده يتنافسون فيما بينهم على اعتلاء منابر الوعظ والخطابة في الأماكن المشهورة ويسعون في إيذاء بعضهم بعضاً عند الخليفة والوزراء والحكام ومنهم من عرف بسوء الخلق، ومنهم من اشتغل بالخصومات المذهبية، شاهد الشيخ عبد القادر عن كتب كل ذلك وأمثاله فشن حملة شديدة على هذا النوع من العلماء واعتبرهم تجاراً يتاجرون بالدين ويساهمون في ارتكاب المحظورات ومن مواعظه العامة في ذلك قوله: يا سلاّبين الدنيا بطريق الآخرة من أيدي أربابها. يا جهالاً بالحق؛ أنتم

[1] قلائد الجوهر ص 18.
[2] الفتح الرباني ص 295.
[3] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 196.
[4] الفتح الرباني نقلاً عن هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 197.
[5] المصدر نفسه ص 197.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست