responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 404
أحق بالتوبة من هؤلاء العوام، أنتم أحق بالاعتراف بالذنوب من هؤلاء؛ لا خير عندكم [1] وقال في موعظة ألقاها في المدرسة في 9 رجب 546هـ/1151م: لو كانت عندك ثمرة العلم وبركاته لما سعيت إلى أبواب السلاطين في حظوظ نفسك وشهواتها العَالِم لا رجلين له يسعى بهما إلى أبواب الخلق والزاهد لا يَدَيْن له يأخَذ بهما أموال الناس، والمحب في الله لا عينين له ينظر بهما إلى غيره [2].
وحذّر عامة الجماهير من حضور مواعظهم والاستماع إلى أحاديثهم فقال: يا عباد الله ... لا تسمعوا من هؤلاء الذين يُفرحون نفوسكم. يذلون للملوك ويصيرون بين أيديهم كالذر لا يأمرونهم بأمر ولا ينهونهم عن نهيه. إن فعلو ذلك فعلوه نفاقاً وتكلفا طهر الله الأرض منهم ومن كل منافق أو يتوب عليهم ويهديهم إلى بابه إني أغار إذا سمعت واحداً يقول: الله الله وهو يرى غيره [3]. وهاجم المتعصبين للمذاهب ومن ذلك قوله: دع عنك الكلام فيما لا يعنيك. اترك التعصب في المذاهب واشتغل بشيء ينفعك في الدنيا والآخرة [4]. ولم تنقطع حملات عبد القادر على العلماء والفقهاء [5]. المنحرفين على هدى المصلحين والعلماء الربانيين وكان هجوم الشيخ عبد القادر على العلماء المنحرفين يريد به تصحيح الوضع السائد والمساهمة في تخريج جيل من العلماء الربانيين الذين يقومون بوعظ الناس وهدايتهم وتزكيتهم ونشر التعاليم الصحيحة في أوساط الأمة حتى يخرج جيل النصر المنشود الذي يتحقق على يديه وعد الله بالنصر للمؤمنين وقد حالف الشيخ عبد القادر الكثير من النجاح بحمد الله في تحقيق هذه المهمة.
ب- انتقاد الحكام: وخص الشيخ عبد القادر - الحاكمين بانتقاداته وحذر الناس من الانصياع لهم بما يخالف الشريعة يقول في أحد مجالسه: صارت الملوك لكثير من الخلق آلهة. قد صارت الدنيا والغنى والعافية والحول والقوة آلهة، ويحكم جعلتم الفرع آصلاً، المرزوق رازقاً، والمملوك مالكاً، الفقير غنياً، العاجز قويا الميت حياً، .. إذا عَّظمت جبابرة الدنيا وفراعينها وملوكها وأغنياءها ونسيت الله عز وجل ولم تعظَّه، فحكمك حكم من عبد الأصنام، تصّير مَنْ عِظّمت صنمك [6]، وانتقد الولاة والموظفين الذين يجتهدون في تنفيذ أوامر السلاطين دون تحرز: يقول في إحدى مواعظه: يا غلام: .. أخدم الحق عز وجل ولا تشتغل عنه بخدمة هؤلاء السلاطين الذين لا يضرون ولا

[1] المصدر نفسه ص 198.
[2] المصدر نفسه ص 202.
[3] الفتح الرباني ص 245 هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 199.
[4] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 199.
[5] المصدر نفسه ص 201.
[6] المصدر نفسه ص 201.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست