responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 405
ينفعون أيش يعطونك؟ يعطونك مالم يقَّم لك؟ أو يقدرون يقسمون لك شيئاً لم يقسمه الحق عز وجل؟ لا شيء مستأنف من عندهم، إن قلت أن عطاءهم مستأنف من عندهم كفرت [1]. ولم تتوقف انتقادات عبد القادر للحكام عند المواعظ العامة، وإنما تناولت المواقف الخاصة التي تبرز فيها انحرافات أو مظالم، ففي عام 541هـ/1146م ولى الخليفة المقتفي يحي بن سعيد المعروف بابن المرجم القضاء. فمضى الأخير في ظلم الرعايا ومصادرة الأموال وأخذ الرشاوي، فكتبت ضده المنشورات وألصقت في المساجد والشوارع دون أن يستطيع أحد أن يجهر بمعارضته. ويذكر سبط ابن الجوزي أن الشيخ عبد القادر اغتنم وجود الخليفة في المسجد وخاطبه من على المنبر قائلاً: وليت على المسلمين أظلم الظالمين وما جوابك غداً عند رب العالمين، فعزل الخليفة القاضي المذكور [2] ولقد تكررت هذه المواقف مع الوزراء والرؤساء والحجاب، وتذكر المصدر التاريخية أن هؤلاء كانوا يستمعون لملاحظات عبد القادر لاعتقادهم بصلاحه وصدق أغراضه وكراماته ([3]
فلقد حرص عبد القادر على أن يبقى بعيداً عن مواطن الشبهات أو التقرب للحكام، فقد ذكر عنه أنه ما ألمّ بباب حاكم قط وأنه تتناولها يده [4].

ج - انتقاده للأخلاق الاجتماعية السلبية في عهده:
نظر الشيخ عبد القادر إلى المجتمع المعاصر له على أنه مجتمع: الرياء والنفاق والظلم وكثرة الشبهة والحرام. وهذه صفات أحالت كل شيء فيه إلى مظاهر خاوية فيها ولا معنى [5]، يستوي في ذلك المتدينون وغيرهم. يقول في إحدى مواعظه: هذا زمان الرياء والنفاق وأخذ الأموال بغير حق. قد كثر من يصلى ويصوم ويحج ويزكي، ويفعل أفعال الخير للخلق لا للخالق، فقد صار معظم الناس بلا خالق. كلكم موتى القلوب أحياء النفوس والأهوية طالبون للدنيا [6] وقال في إحدى المواعظ: ملائكتكم تتعجب من وقاحتكم، تتعجب من كثرة كذبكم في أحوالكم، تتعجب من كذبكم في توحيدكم، كل حديثكم في الغلاء والرخص، وأحوال السلاطين والأغنياء. أكل فلان، واستغنى فلان، افتقر فلان كل هذا هوس ومقت وعقوبة، وتوبوا واتركوا ذنوبكم وأرجعوا إلى ربكم دون غيره، أذكروه وانسوا غيره [7].

[1] المصدر نفسه ص 201.
[2] مرآة الزمان (8/ 265) هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 202.
[3] طبقات الحنابلة (1/ 292) ..
[4] قلائد الجوهر ص 19 - 30 هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 203.
[5] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 203.
[6] المصدر نفسه ص 203.
[7] المصدر نفسه ص 203.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست