responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 474
في عهد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي [1].

1 - المشكلة الحورانية: تعد المشكلة الحورانية من أهم الأحداث السياسية التي جعلت نور الدين محمود يواجه بدعمه العسكري مملكة بيت المقدس ومطامعها في دمشق؛ إذ تمرد الأمير الأرمني الأصل التونتاش [2]، وهو غلام أمين الدولة كمشتكين التركي والذي تولى حكم بصرى وصرخد [3]، تمرد على سيده معين الدين أنر أتابك دمشق [4]، وقد تحدثت عن جهود نور الدين في دعم حاكم دمشق ضد هذا المتمرد الذي استعان بالصليبيين في بيت المقدس وطلب منهم العون الحربي، وأن يستولوا على بصرى وصرخد في حالة تدخلهم العسكري في مقابل أن يكون سيداً على أقليم حوران [5]، فقد تصاهر نور الدين محمود من ابنة معين الدين أنر أتابك دمشق وجعلت منه هذه الزيجة بمثابة عون سياسي وعسكري لدمشق وفي نفس الحين حرصت أتابكية دمشق على التحالف مع الصليبيين لخوفها من طموحاته الكبيرة، ورغبته في ضمها إلى أملاكه في شمال الشام، بل إن دمشق عقدت هدنة مع المملكة الصليبية وأمام دعم الصليبيين للتونتاش أرسل معين الدين أنر يطلب مساعدة صهره ضدهم، وقد تقدم نور الدين وما معه من قوات حتى بلغ دمشق ([6]
وتوجه إلى صرخد ولم يشاهد أحسن من عسكره وهيئته وعُدّته ووفور عِدَّته، واجتمع العسكران، وأرسل من بصرخد إليهما يلتمسون الأمان والمهلة أياماً وتسلمُّ المكان، وكان ذلك منهم على سبيل المغالطة والمخالتة إلى أن يصل عسكر الإفرنج لترحيلهم وقضى الله تعالى بوصول من أخبر لتجمع الفرنج واحتشادهم، ونهوضهم في فارسهم وراجلهم مجدَّين السير إلى ناحية بصرى وعليها فرقة وافرة من العسكر محاصرة لها فنهض العسكر في الحال إلى ناحية بُصْرى فسبقوا الفرنج إليها، فحالوا بينهم وبينها، ووقعت العين على العين، فانهزم الكُفَّار وولَّوا الأدبار وتسلمَّ معين الدين بُصْرى، وعاد إلى صرخد فتسلمها، وعاد العسكران إلى دمشق فوصلاها يوم الأحد السَّابع والعشرين من المحَّرم وفي هذا الوقت وصل التونتاش - الذي خرج من صَرْخَد إلى الفرنج بجهله وسخافة عقله إلى دمشق من بلاد الفرنج من غير أمان، ولا تقرير واستئذان، توُّهماً منه أن يُكرم ويصطنع بعد الإساءة القبيحة، فاعتقل في الحال، وطالبه أخوه

[1] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 140.
[2] كتاب الروضتين نقلاً عن فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 140.
[3] تبعد بصرى مسافه 141ك عن دمشق وعدت قصبة إقليم حوراه أما صرخد فبعدت عن السويدات بنحو 31 كيلو.
[4] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 141.
[5] المصدر نفسه ص 141.
[6] مرآة الزمان نقلاً عن فن الصراع الإسلامي ص 143 ..
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست