responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 477
جديد أرحب من ذي قبل، ويلاحظ أنه إذا كان الصليبيون باستيلائهم على عسقلان انفتحت أمامهم الأبواب نحو مصر، على اعتبار أن عسقلان عدت بوابتها، إلا أن الاستيلاء على دمشق فتح الطريق هو الآخر أمام نور الدين محمود نحو ذات الهدف، ومن ثم سيحدث فيما بعد التسابق بينه وبين الصليبيين لإسقاط مصر الفاطمية وهكذا نصل إلى حقيقة مفادها؛ إن استيلاء بلدوين الثالث على عسقلان، كان من الممكن أن يكون على أكبر قدر من المكاسب في حالة استمرار الوضع القائم في صورة ارتباط نور الدين محمود بحلب في شمال الشام، أما الآن بعد الاتجاه جنوباً نحو دمشق، تأكد للصليبيين أن سيد حلب صار سيد حلب ودمشق معا. ويكفي أن نطالع ما سطره مؤرخ الصليبيين البارز وليم الصوري كي ندرك كيف أن إخضاع عاصمة الشام عد أحد مظاهر الخطر الإسلامي القادم في الأفق على نحو ينذر في الأفق على نحو ينذر بأوخم العواقب على الصليبيين والمسلمين إلى مرحلة جديدة اتسمت باحترام الصراع بينهما، والتسابق على مناطق نفوذ جديدة بقوة عسكرية أكبر وكأننا أمام استعراض عسكري للقوة من كل من الطرفين المتنافسين، وواقع الأمر أن التسابق على ضم مصر لأحد الجانبين لم يكن ليبدأ دون تلك الخطوة التكتيكية المحورية في صورة إسقاط الصليبيين لعسقلان والرد من جانب نور الدين بالاستيلاء على دمشق [1].

4 - معركة بانياس: شهدت العلاقات بين الدولة النورية ومملكة بيت المقدس نشوب معركة بانياس عام 552هـ/1157م، والتي وقعت في وقت كانت تنفذ فيه معاهدة سلمية بين الجانبين إلا أن الملك بلدوين الثالث خرقها وتتجلى بوضوح أهمية ثروات المنطقة من الناحية الزراعية والرعوية وميزتها الاستراتيجية، كعوامل دفعت بالصليبيين إلى نقض شروط المعاهدة وإعلان الحرب على الدولة النورية فقد توافرت في بانياس المراعي الغنية بقطعان الماشية [2] كذلك عرفت بأهمية إنتاجها الزراعي حيث وجد الفلاحون والرعاة طمع الصليبيون في أسرهم واسترقاقهم للإفادة من طاقاتهم الإنتاجية، وهذا يفسر عمليات الاسترقاق التي حرص الصليبيون عليها عندما هاجموا المنطقة، كذلك احتلت بانياس أهمية استراتيجية متميزة إذ وقعت بالقرب من دمشق وفي المنطقة الواقعة بينها وبين الجليل الأعلى بشمال فلسطين، وإذا اعتبرنا عسقلان بوابة مصر فإن بانياس عدت بوابة دمشق [3]، ولا شك أن كافة تلك المغريات لعبت دورها في إغراء الملك بلدوين الثالث على شن هجومه على بانياس، وكان الرعاة والفلاحون المسلمون في المنطقة قد ارتكنوا إلى وجود معاهدة

[1] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 188.
[2] المصدر نفسه ص 188.
[3] فن الصراع بين المسلمين والصليبيين ص 149.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست