responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 492
يقظان ينشر عدله في دولة ... جاءت لمطوِىَّ السمَّاحِ نشورا (1)

وأنشده بحلب في هذه السنة قصيدة أخترت منها هذه الأبيات:
مَلْكٌ تكنَّف دين أحمد كِنَّه ... فأضاء نَّيَرهُ وصاب شهابه

فالعدل حيث تصَّرفت أحكامه ... والأمن حيث تصَّرمت أسرابه
متهلّلٌ والموت في نَبَراته ... يرُجى ويُرْهَبُ خوفه وعقابه
طَبَع الحديدَ فكان منه جَنَانُه ... وسِنَانُه وإهابه وثيابُهُ
ويهش إن كَبَتِ الوجوه كأنَّما ... أعداؤه تحت الوغى أحبابه
نُشِرت بمحمود شريعة أحمد ... وأرى الصَّحابة ما احتذاه صحابه (2)
ب- حصن الأكراد: في عام 558هـ جمع نور الدين عساكره، ودخل بلاد الفرنج، فنزل بالبقيعة تحت حصن الأكراد، وهوللفرنج عازماً على دخول بلادهم ومنازلة طرابلس فبينما النَّاس في بعض الأيام في خيامهم وسط النهار، لم يرعهم إلا ظهور صُلبان الفرنج من وراء الجبل الذي عليه الحصن فكبسوهم فأراد المسلمون دفعهم، فلم يطيقوا، فانهزموا، ووضع الفرنج السيف، وأكثروا القتل والأسر، وقصدوا خيمة الملك العادل فخرج من ظهر خيمته عجلاً بغير قَبَاء، فركب فرساً هنالك للنوبة، ولسرعته ركبه وفي رجْله شِبْحة [3] فنزل إنسان من الأكراد فقطعها، فنجا نور الدين وقتُل الكردي، فسأل نور الدين عن مخلَّصي ذلك الكردي، فأحسن إليهم جزاءً لفعله، وكان أكثر القتل في السُّوقة والغِلمان، وسار نور الدين إلى مدينة حمص، فأقِام بظاهرها، وأحضر منها ما فيها من الخيام ونصبها على بحيرة قَدسَ على فرسخ من حمص وبينهما وبين مكان الوقعة أربعة فراسخ، وكان النَّاس يظنون أنه لا يقف دون حلب، وكان رحمه الله تعالى أشجع من ذلك وأقوى عزماً ولما نزل على بحيرة قدس اجتمع إليه كل من نجا من المعركة، فقال له بعض أصحابه: ليس من الرأي تقيم ههنا، فإن الفرنج ربما حملهم الطمع على المجيء إلينا ونحن على هذه الحال.
فوبَّخه وأسكته وقال: إذا كان معي ألف فارس فلا أبالي بهم قلُّوا أو كثروا ووالله لا أستظلُ بحدار حتى آخذ بثأر الإسلام وثأري، ثم إنه أرسل إلى حلب ودمشق وأحضر الأموال والدَّواب والأسلحة والخيام، وسائر ما يحتاج إليه الجُنْد، فأكثر وفَّرق ذلك جميعه على من سَلم وأما من قُتل فإنه أقَّر إقطاعه على أولاده، فإن لم يكن له ولد فعلى بعض أهله، فعاد العسكر كأنه لم يُفقد منه أحد، وأما الفرنج فإنهم كانوا

(1) كتاب الروضتين (1/ 282).
(2) المصدر نفسه (1/ 282).
[3] هي التي تربط يد الفرس إلى رجله من لباد ونحوه.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست