responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 493
عازمين على قصد حمص بعد الهزيمة، لأنها أقرب البلاد إليهم، فلما بلغهم مقام نور الدين عندها قالوا: إنه لم يفعل هذا إلا وعنده من القَّوة أن يمنعنا وكان نور الدين رحمه الله تعالى قد أكثر - العطايه - إلى أن قَسَمَ في يوم واحد مئتي ألف دينار، سوى غيرها من الدوابَّ والخيام، والسلاح وغير ذلك؛ وتقدَّم إلى ديوانه أن يحضروا الجند ويسألوا كل واحد منهم عن الذي أخذ منه، فكلُّ من ذكر شيئاً كثيراً علم بعض النواب كذبه فيما أدَّعاه لمعرفتهم بحاله، فأرسلوا إلى نور الدين ينُهون إليه القضية، ويستأذنونه في تحليف الجندي على ما أدَّعاه، فأعاد الجواب: لا تكدَّروا عطاءنا فإني أرجو الثواب والأجر على قليله وكثيره [1] وقال له أصحابه: إن لك في بلادك إدرارتِ كثيرة وصلات عظيمة للفقهاء والفقراء والصُّوفية والقُرَّاء، فلو استعنت بها الآن لكان أمثل، فغضب من هذا وقال: والله إني لا أرجو النصر إلا بأولئك: فإنما تُرزقون وتُنصرون بضعفائكم. كيف أقطع صِلات قوم يقاتلون عني وأنا نائم في فراشي بسهام لا تخطئ، وأصرفها إلى من يقاتل عني إذا رآني بسهام قد تخطئ وتصيب! ثم هؤلاء القوم لهم نصيب في بيت المال أصرفه إليهم، كيف أعطيه غيرهم؟ فسكتوا. ثم إن الفرنج أرسلوا إلى نور الدين في المهادنة فلم يجبهم إليها، فتركوا عند الحصن من يحميه، وعادوا إلى بلادهم وتفرَّقوا [2].
ومما يذكر في هذه الهزيمة موقف الشيخ البرهان البلخي حيث قال: أتريدون أن تنّصروا وفي عسكركم الخمور والطبول والزمور. كلاً. وكلاماً مع هذا، فلما سمع نور الدين ذلك، قام ونزع عنه ثيابه تلك، وعاهد الله تعالى على التوبة، وشرع في إبطال المكوس إلى أن خرج في نوبة حارم وكسر الفرنج [3].
ج- فتح حصن المنيطرة وبعض الحصون: اتجه الجيش النوري إلى الاستيلاء على حصن المنيطرة في عام 561هـ/1165م وغنم الغنائم الوفيرة وفي العام التالي 562هـ/1166م تمت مهاجمة المناطق المحيطة بحصن الأكراد، وسلب الغنائم، كذلك تَّم الاستيلاء على حصن صافينا والعريمة وهما من حصون الإمارة المنيعة، ووقع صدام بين الجيش النوري، وجيش إمارة طرابلس 565هـ/1169م فيما عرف بمعركة اللبوة، وبعد عامين أي في عام 567هـ/1171م واصل نفس السياسة وتم إرسال القوات لمحاصرة حصن عرقة واستولت عليه عام 567هـ/1171م واحتوى على جميع ما فيه وغنم الناس غنيمة عظيمة [4]. كانت سياسة نور الدين تجاه إمارة طرابلس تتمثل في الرغبة في السيطرة على قلاعها وحصونها ولم

[1] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (1/ 399).
[2] كتاب الروضتين (1/ 399).
[3] المصدر نفسه (1/ 380).
[4] المصدر نفسه (1/ 224).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست