responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 494
تحدث معارك كبرى في إمارة طرابلس كالتي حدثت في مواجهة أنطاكية [1]، ومما تجدر الإشارة إليه، أن صراع الدولة النورية مع تلك الإمارات قد شهد نوعين من الاحتكاك العسكري، معارك كبيرة مثل يغرى، وأنب، وحارم، ثم معارك محدودة من أجل إخضاع بعض القلاع والحصون، مثل المنيطرة، وانطرطوس، وغيرها [2]. وكانت المعارك جميعها برية ولم تحدث أية معركة بحرية، وقد غدت تلك الناحية عامل ضعف مؤثر في صراع نور الدين محمود ضد الإمارات الصليبية، خاصة إمارتي أنطاكية وطرابلس اللتين امتلكتا ساحلاً ممتداً من السويدية شمالاً إلى ميناء جونيه جنوباً، ونلاحظ أن محاولات نور الدين محمود لإخضاع ميناء السويدية (سان سيمون) باءت بالفشل، بسبب تصدي مملكة بيت المقدس والإمبراطورية البيزنطية لتوسعات الدولة الطموحة في ذلك الاتجاه وأدى ذلك إلى عدم تملك الدولة النورية أية مواني [3].

ثالثاً: العلاقات النورية - البيزنطية: عاصر عهد الدين محمود في بلاد الشام عهد الإمبراطور البيزنطي مانويل كومنين 540 - 575هـ/1145 - 1180 [4]، الذي تولى عرش الإمبراطورية خلفاً لحنا كومتين، وقد كان مانويل إمبراطوراً يؤمن بفكرة السيادة العالمية وساعده على تحقيق ذلك أنه كان دبلوماسياً ماهراً ورجل دولة قديراً، وقد كانت له سياسته في الشرق والغرب معاً، ورغب مثل أسلافه في فرض سلطته على روما سواء إذا كان ذلك عن طريق القوة أو بالاتفاق والتعاون مع البابوية [5]، وأراد القضاء على الإمبراطورية الغربية التي نظر إليها البيزنطيون على أنها مغتصبة لحقوقهم، ولذا فقد اتخذ موقفاً عدائياً من الإمبراطور الألماني فردريك بارباروسيا وقد توجهت سياسة الدولة النورية نحو الإمبراطورية البيزنطية من خلال دوافع اقتصادية وسياسية واستراتيجية عسكرية [6].
- أما الدوافع الاقتصادية: فتمثلت في رغبة نور الدين محمود في استمرار الصلات التجارية بين الطرفين، فمعلوم أن الإمبراطورية البيزنطية عدت سوقاً رائجة لمنتجات الشرق التي دخلت الدولة النورية طرفاً هَاماً في عملية استيرادها وتصديرها من بعد ذلك للقوى الأوروبية ومنها الإمبراطورية البيزنطية وقد دعم الصلات التجارية بين الجانبين مرور أحد الطرق التجارية الدولية المهمة بمناطقها ونعني به طريق الشرق الأقصى - الخليج العربي - الشام، وقد بدأ من رأس الخليج العربي إلى البصرة ثم بغداد واتخذ اتجاهين صوب الشمال

[1] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 183.
[2] المصدر نفسه ص 184.
[3] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 184.
[4] المصدر نفسه ص 184.
[5] المصدر نفسه ص 186.
[6] المصدر نفسه ص 188.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 494
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست