responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 236
كثيراً من المكوس والضرائب التي كانت مفروضة على الناس على كل ما يباع ويشترى مما دقّ أو جلّ، حتى كان يؤدى على شرب ماء النيل المكس، فألغى صلاح الدين هذا كله ([1]
وقد كانت هناك ضريبة قدرها سبعة دنانير ونصف تفرض على كل حاج في طريقه إلى الحجاز لتعمير مكة والمدينة، ومساعدة الناس هناك وقد اشتطّ الفاطميون في جمع هذه الضرائب، ومن يعجز عن دفعها يعذب عذاباً أليماً، ولكن صلاح الدين ألغى ذلك المكس، واستعاض عنه معونة مالية تعادل قيمة ما يؤخذ من الحجاج تدفع كل عام لأهل الحجاز، وبذلك أراح الحجاج من عنت الجباة، ولاسيما أن نسبة كبيرة منهم كانوا فقراء لايستطيعون دفع ما يؤخذ منهم، فكفى الله المؤمنين على يدي هذا السلطان العادل حادثاً عظيماً وخطاباً أليما [2]، إن العدل أشرف أوصاف الملك وأقوم لدولته، لأنه يبعث على الطاعة ويدعو إلى الألفة، وبه تصلح الأعمال وتنمي الأموال وتنتعش الرعية وتكمل المزَّية وقد ندب الله عز وجل الخلق إليه وحثهم عليه [3].

ثالثاً: شجاعته: إن الشجاعة من أحمد الأوصاف التي يلزم الملك أن يتصف بها ضرورة وأن تكون له طبعاً فيتطبع بها ليحسم بهيبته مواد الأطماع المتعلقة بقلوب نظرائه، ويحصل منه حماية (البيضة ورعاية) المملكة والذب عن الرعية [4]، ولقد كان صلاح الدين - من عظماء الشجعان، قويَّ النفس، شديد البأس عظيم الثبات، لا يهوله أمر، ولقد رأيته - رحمه الله - مرابطاً في مقابلة عَّدة عظيمة من الفرنج، ونُجُدُهم تتواصل، وعساكرهم تتواتر، وهو لا يزداد إلا قوة نفس وصبر، ولقد وصل في ليلة واحدة منهم نيّف وسبعون مركباً على عكّا وأنا أعّدها من بعدة صلاة العصر إلى غروب الشمس، وهو لا يزداد إلا قّوة نفس، ولقد كان - رحمه الله - يعطي دستوراً في أوائل ويبقى في شرذمة يسيرة في مقابلة عدّتهم الكثيرة، يقول ابن شّداد وقد سألت باليان بن بارزان، وهو من كبار ملوك الساحل - وهو جالس بين يديه، رحمه الله، يوم انعقاد الصلح - عن عِدتّهم، فقال الترجمان عنه إنه يقول: كنت وصاحب صَيْدا - وكان أيضاً من ملوكهم وعقلائهم - قاصدين عسكرنا من صُوْر، فلّما أشرفنا عليه تحازرناه، فحزره هو بخمسمائة ألف، وحزرتهم أنا بستمائة ألف، أو قال عكس ذلك، فقلتُ: فكم هلك منهم؟

[1] رحلة ابن جبير نقلاً عن صلاح الدين، علوان ص 143 ..
[2] المصدر نفسه، صلاح الدين صلا 144.
[3] النهج المسلوك في سياسة الملوك ص 103.
[4] المصدر نفسه ص 103.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست