نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 287
450هـ/1058 [1] فلا غرو أن نظر الشيعة الإسماعيلية كلهم إلى صلاح الدين على أساس أنه هو الذي أزال دولتهم الكبرى من مصر [2] ولهذا فالأقلام الشيعية الرافضية عبر التاريخ لا تكل ولا تمل في تشويه سيرة الناصر صلاح الدين الأيوبي. ولقد ظل التشيع في مصر يضعف شيئاً فشيئاً، حتى كاد يمحى منها، وأصبحت مصر تدين بمذهب أهل السنة والجماعة.
سابعاً: من العوامل التي ساعدت الأيوبيين على حركة الإحياء السني:
من العوامل التي ساعدت على نجاح الأيوبيين في حركة الإحياء السني عوامل متعددة منها، لم يكن المذهب الشيعي الإسماعيلي راسخ القدم، وكان للمصريين تجاهه موقفان، الأول: موقف الإعجاب بأصحاب هذا المذهب نتيجة ما بذلوه من جهود في الدعوة إلى مذهبهم، كان من بينهم: الإكثار في الاحتفالات والدعوات والولائم، والسخاء في منح الهدايا والأعطيات، ومظاهر النزف والبذخ التي كانت تحيط بهم في شتى مناشط الحياة ومظاهر الأبهة والعظمة التي كان يحرصون دائماً على الظهور بها [3] والموقف الثاني: موقف من قبل دعوتهم وانخرط في سلكها ومعظم هؤلاء دخلوا في الدعوة إما طمعاً في المال أو الجاه والمنصب وإما خوفاً من التنكيل والعقاب وكلا الفريقين لم يعتنق المذهب عن عقيدة وإيمان. وقد سلك الفاطميون طريق الترغيب والترهيب في الدعوة إلى مذهبهم ضمن ما سلكوا من الأساليب والوسائل: فيعقوب بن كلس لما تولى الوزارة للعزيز رتب في داره العلماء وأجرى لجميعهم الأرزاق [4] وألزم الفاطميون جميع الموظفين - بعد فترة من استقرارهم في مصر - بأن يعتنقوا مذهب الدولة، فأصبح الحفاظ على المنصب أو الترقي في سلكه يتطلب التظاهر باعتناق عقيدتهم، ويلوح لنا أن الرغبة في الحصول على مناصب الدولة هي التي دفعت بفريق من السنيين إلى التحول إلى المذهب الشيعي [5]، أما مواقف الإرهاب التي اتبعها الفاطميون لفرض المذهب على الناس فكثيرة: ففي عام 381هـ/991هـ ضرب [1] المصدر نفسه ص 75. [2] المصدر نفسه ص 77. [3] تاريخ التربية الإسلامية ص 412 - 413. [4] المواعظ والاعتبار (2/ 341) التاريخ السياسي والفكري ص 254. [5] تاريخ الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وسورية وبلاد العرب ص 218.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 287