نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 425
فعندما تقدم صلاح الدين إلى حلب، بعث إليه كمشتكين كتاباً، اتهمه فيه بحبه للغزو والسيطرة على أملاك سيده نور الدين محمود وابنه الملك الصالح [1]. والواقع أن صلاح الدين وقف على نوايا كمشتكين وغاياته، فكان يراسل الملك الصالح لتوضيح الأمر له وإبداء النصح منعاً لتردي العلاقات بينهما [2]، ويبدو أن الملك الصالح لم يكن راضياً عن تصرفات أمرائه إلا أنه كان ضعيفاً لا يستطيع إبعادهم من حوله، كما كان سريع التأثر بهم نظراً لصغر سنه، وليس أدل على ضعف الملك الصالح وتلاعب كمشتكين بمقدراته أنه على الرغم من معارضته لاعتقال عز الدين جورديك، أمير حماة ورسول صلاح الدين إليه لعقد صلح بين الطرفين، إلا أن كمشتكين لم يأبه لهذه المعارضة، فقبض على جورديك وأثقله بالحديد وعذّبه ووضعه في الجب الذي وضع فيه أولاد ابن الداية [3]، ولذلك كان من الطبيعي أن يتوجه صلاح الدين إلى حلب لإنقاذ رسوله والملك الصالح من قبضة كمشتكين وضَّم حلب إلى أملاكه، ونظراً لأهميتها في مخططه القاضي بتوحيد القوى الإسلامية أغلق كمشتكين أبواب حلب في وجه صلاح الدين الذي شرع في [3] جمادي الآخرة عام 570هـ/30كانون الأول عام 1174م في حصارها [4].
وكان أهلها يميلون إلى الإذعان له باستثناء الشيعة فيها. وناشدهم الملك الصالح أن يحافظوا عليه من رجل يريد أن يسلبه إرثه، فاشترطو لمؤازرته أن:
- يخَّصص الجانب الشرقي من الجامع لهم.
- يُعاد الأذان بـ "حي على خير العمل" وأن يُذكر ذلك في الأسواق.
- يُذكر أسماء الأئمة الاثني عشر بين يدي الجنائز.
- يكبَّر على الجنازة خمساً.
- تكون عقود نكاحهم إلى أبي طاهر الحسيني.
وافق الصالح إسماعيل على طلبهم بتأثير من كمشتكين [5] حدث هذا في الوقت الذي لجأ فيه كمشتكين إلى الاستعانة بالحشيشة والصليبيين، لإبعاد صلاح الدين عن أسوار حلب [1] مرآة الزمان (8/ 327) تاريخ الأيوبيين ص 57. [2] تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام ص 57. [3] زيدة حلب في تاريخ حلب (2/ 520). [4] تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام ص 57. [5] البداية والنهاية نقلاً عن تاريخ الأيوبيين ص 58.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 425