نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 426
استجاب سنان زعيم الشيعة الباطنية الإسماعيلية وبعث بجماعة من الفدائيين في جمادي الآخرة 570هـ/كانون الثاني 1175م لقتل صلاح الدين متنكرين بزي الجند، فتمكن بعضهم من التسلل إلى خيمته وأوشكوا على تنفيذ مؤامرتهم ولكن انكشف أمرهم ونجا صلاح الدين من محاولة الاغتيال [1] وبعد أن فشل الشيعة الإسماعيلية في اغتيال صلاح الدين أرسل كمشتكين إلى ريموند الثالث أمير طرابلس، والوصي على عرش مملكة بيت المقدس، أن يحدَّ من تعاضم قوة صلاح الدين، إذ لم يكن يوسع الصليبيين أن يمنعوا وحدة دمشق والقاهرة، غير أن حلب ما زالت على الأقل خارجة عن الاتحاد وهكذا أدرك الصليبيون أن استقلال حلب وبقاءها في يد البيت الزنكي هو الضمان الوحيد لمنع قيام وحدة إسلامية تمتد من النيل إلى الفرات، وقد توافقت مصالحهم مع مصالح الزنكيين في هذا الشأن [2] وحاول ريموند الثالث الالتجاء إلى الوسائل السياسية فأرسل إلى صلاح الدين يرغبَّه في الصلح ويلَّوح له بأن: الفرنج قد تعاضدوا وصاروا يداً واحدة. ولكن صلاح الدين لم يخشَ التهديد، وردَّ على ريموند الثالث بالإغارة على أعمال أنطاكية [3].
عندئذ لم يجد الحاكم الصليبي وسيلة لإبعاد صلاح الدين عن حلب سوى مهاجمة حمص، فظهر أمامها وشرع يهاجم أسوارها، تسانده الحامية، المرابطة في القلعة التي ظلت على وفائها للزنكيين وفعلاً اضطر صلاح الدين إلى رفع الحصار عن حلب وارتحل عن أسوارها لإنقاذ حمص غير أن ريموند الثالث لم يمكث ليلتقي به فعاد إلى حصن الأكراد بعد أن تأكد من تحقيق غرضه [4].
ولما أطمأن صلاح الدين على سلامة حمص، غادرها متوجهاً إلى بعلبك وضمَّها إلى أملاكه في ([4]رمضان 570هـ/30 آذار 1175م [5]. كان أمراء حلب يعرفون أن صلاح الدين أقوى منهم مادياً ومعنوياً، فقد أخطؤوا بالتخطيط للتعامل معه، واعتمدوا على إمكان إثارة ثلاث قوى معهم ضده: الموصل، والفرنج، والإسماعيلية؛ ولذلك أرسلوا رسولاً هو قطب الدين ينال بن حسان المنجي برسالة تبرق وترعد، ومع أن صلاح الدين استقبل الرسول بنفسه بالترحاب ثلاثة أيام؛ إلا أنه أدَّى الرسالة في النهاية قائلاً: إن السيوف التي ملكَّتك [1] مفرج الكروب (2/ 824). [2] الحركة الصليبية (2/ 744) تاريخ الزنكيين ص 58. [3] كتاب الروضتين (2/ 350 - 351). [4] تاريخ الزنكيين في مصر وبلاد الشام ص 59. [5] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين ص 59.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 426