نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 515
يريد العزة فلله العزة جميعاً" (فاطر، آية: 15) يعني من طلب العزة فليعتز بطاعة الله عز وجل [1] .. وقال تعالى: "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكنّ المنافقين لا يعلمون" (المنافقون، آية:8) لقد انتصر صلاح الدين والمسلمون في حطين بفضل الله عز وجل الذي طبقوا شرعه.
د- النصر والفتح: لقد حرص صلاح الدين والمسلمون على نصرة دين الله بكل ما يملكون، وتحققت فيهم سنة الله في نصرته لمن ينصره، لأن الله ضمن لمن استقام على شرعه أن ينصره على أعدائه بعزته وقوته، قال تعالى: "ولينصُرَنَّ الله من ينصُرُه إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وَءَاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور" (الحج، آية: 40 - 41).
6 - العدل: إن العدل أساس الملك ولهذا أمر الله رسوله القيام به فقال: "وأمرت لأعدل بينكم" (الشورى: 15) كما قال تعالى: "يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله" (النساء، آية:135). وقال تعالى "كُونُوا قّوامين لله شهداء بالقسط" المائدة: 8) وقال تعالى:"وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" (النساء:58) والعدل في الرعية وإيصال الحقوق إلى أهلها وانصاف المظلوم يبعث في الأمة العزة والكرامة ويولد جيلاً محارباً وأمة تحررت إرادتها بدفع الظلم عنها، رعية تحب حكامها وتطيعهم لأنهم أقاموا العدل على أنفسهم وأقاموا العدل على غيرهم وأما الظلم فهو ظلمات في الدنيا والآخرة، وهو يؤذن بزوال الدول ولهذا حرمه الله على نفسه وجعله محرماً بين خلقه فقال تعالى في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا [2]. وقال تعالى: "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم" (الصافات: 22) وقال تعالى: "فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا " (النمل: 52).
ومن الحق أن نسجل أن الدولة النورية في عهد نور الدين زنكي والدولة الأيوبية في عهد صلاح الدين الأيوبي، قد ساد العدل في الرعية، وتم إيصال حقوق الناس إليهم، فنشطوا إلى الجهاد والدفاع عن دولتهم [3]. قال القاضي ابن شداد عن صلاح الدين: لقد كان [1] تفسير ابن كثير (2/ 526). [2] مختصر صحيح مسلم للمنذري رقم 1828. [3] دروس وتأملات في الحروب الصليبية ص 205.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 515