responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 638
النُّوَب - أعاذ الله من عودها - كان خلو بيتِ المال أشدَّ ما في الشدة، وليس المملوك مطالباً بذخيرة تُحصَّل، إنما يطلب تمشية من حيث تستقر [1] وهذه الرسالة تدل على عمق فهم القاضي الفاضل بمقاصد الشريعة كما تبين أهمية وجود العلماء الربانيين بجانب القادة السياسيين والعسكريين.
وفد استجاب السلطان صلاح الدين لنصيحة القاضي الفاضل فسمع منه وشكر نصحه وقبله وعزم على ترك الحج عامّه ذلك وكتب به إلى سائر الممالك واستمر السلطان مقيماً بالقدس جميع شهر رمضان في صيام وصلاة وقرآن، وكلَّما وفد أحدٌ من رؤساء النصارى للزيارة أوْلاه غاية الإكرام والإحسان؛ تأليفاً لقلوبهم وتأكيداً لما حلفوه من الإيمان ورغبة أن يدخل في قلوبهم شيء من الإيمان، ولم يبق أحد من ملوكهم إلا جاء لزيارة القُمامة متنكراً ويحضر سماط السلطان فيمن يحضر من جمهورهم، بحيث لا يرى والسلطان يعلم ذلك جملة لا تفصيلاً، ولهذا يعاملهم بالإكرام، ويُريِهم صفحاً جميلاً وبَّرا جزيلاً وظلاَّ ظليلاً [2].
14 - رجوعه إلى دمشق: ولما كان خامس شوّال سنة 588هـ ركب في عساكره وجحافله فبرز من القدس الشريف قاصداً دمشق المحروسة، واستناب على القدس عز الدين جُرديك وعلى قضائها بهاء الدين يوسف بن رافع بن تميم الشافعي واجتاز [3]، وبات على بركة الدَّاويَّة، ثم أصبح في نابلس فنظر في أحوالها وأمورها، ثم ترحَّل عنها، فجعل يمر بالمعاقل والحصون والبُلدان للنظر في الأحوال والأموال وكشف المظالم والمحارم والمآثم وترتيب المكارم، وفي أثناء الطريق جاء إلى خدمته بيمند صاحب أنطاكية فأكرمه وأحسن إليه وأطلق له أموالاً جزيلة وخلعاً جميلة وكان العماد الكاتب في صحُبته، فأخبر عن منازله منزلة منزلة ومرحلة مرحلة إلى أن قال: وعبر يوم الاثنين عين الجّرَّ [4] إلى مرج يَبُوس [5] وقد زال البُوس وهناك توافد أعيان دمِشق وأماثِلهُا وأفاضلها وفواضلها ونزلنا يوم الثلاثاء على العّرادة [6]، جرى المتُلَقُون بالطرق والتحف على العادة، وأصبحنا يوم الأربعاء - يعني سادس عشر شّوال بكرة - إلى جنة دمشق داخلين بسلام آمنين، لولا أننا غير خالدين وكانت غيبة السلطان عنها طالت أربع سنين، فأخرجت دمشق أثقالها

[1] كتاب الروضتين (4/ 334).
[2] البداية والنهاية (16/ 646).
[3] حضان يقال لهما الحبيب الفوقاني والتحتاني من أعمال فلسطين.
[4] عين الجر: موضع معروف بالبقاع بين بعلبك ودمشق.
[5] مرج يبوس: يبوس جبل بالشام بوادي التيم من دمشق.
[6] العرادة: قرية على رأس تل شبه القلعة بين رأس عين ونصيبين.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 638
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست