responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 78
وكان آنذاك في ملطية، ووعده بتسليمه الموصل والأعمال التابعة لها، واستغل السلطان قلج أرسلان السلجوقي هذه الفرصة للتوسع على حساب الأمراء المتنازعين، فأسرع لنجدة زنكي، ولما علم جاولي بمسيره، انسحب من المدينة، لاسيما وقد توفي جكرمش فجأة وهو في الأسر، وكان ينوي اتخاذه أداة للمساومة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإنه أدرك أن لقج أرسلان الأول من القوة ما لايستطيع مجابهته في معركة سافره، لذلك قرّر تكوين حلف مناهض له حتى يدعم موقفه [1]، لكن قلج أرسلان الأول تمَّكن من دخول الموصل وسط ترحيب السكان، وقد وعدهم باحترام حرياتهم وأجرى فيها بعض الترتيبات الإدارية [2]، وأما جاولي، فقد انسحب إلى سنجار، وأجرى مباحثات مع كل من إيلغازي الأرتقي ورضوان صاحب حلب، واتفق في نهايتها على طرد قلج أرسلان الأول من الموصل، والتوجه بعد ذلك لمهاجمة أنطاكية وانتهت الحرب ضد قلج أرسلان الأول بهزيمته وغرقه في نهر الخابور [3] في عام 500هـ/1107م [4]، ويعتبر قلج أرسلان الأول من الشخصيات الفذَّة التي أنجبتها سلاجقة الروم، وتأثر الشرق الأدنى بمختلف فئاته بموته.
* فسلاجقه الروم الذين لم يظهر بينهم زعيم قوي يحل محل قلج أرسلان تعَّرضوا لضغط متزايد من جانب الأمبراطورية البيزنطية التي حدَّدت تدخلها في شؤونهم الداخلية، واستطاع ألكسيوس كومنين أن يعيد، باطمئنان، سيطرته على المناطق الغربية لآسيا الصغرى وعلى امتداد ساحلها الجنوبي.
* أطالت وفاة قلج أرسلان من عمر دولة السلاجقة العظام، ما يقرب من مائة عام. ذلك أن الانقسامات الحادة داخل الدولة بين السلاطين والأمراء للسيطرة على العرش، وكثرة الحروب الداخلية بينهم بالإضافة إلى الأخطار الخارجية التي أحاقت بهم، كخطر الحشيشية والخطر الصليبي، شجّع قلج أرسلان على التدخل في شؤون الشرق للسيطرة على مقاليد الحكم، وليوحَّد من جديد كل القوى السلجوقية في المشرق وكان باستطاعته تحقيق حلمه هذا، فالظروف السياسية الداخلية والخارجية مواتية غير أن وفاته ساهمت السلاجقة العظام من الزوال وأطالت أمد عمرها.
* تُعدُّ وفاة قلج أرسلان مرحلة بالغة الأهمية في انفصال سلاجقة الروم عن سلاجقة

[1] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 68.
[2] المصدر نفسه ص 68.
[3] نهر الخابور: نهر كبير بين رأس عين والفرات من أرض الجزيرة.
[4] الكامل في التاريخ (8/ 502).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست