responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 204
نتيجة لصغر سنه ولقلة خبرته، واستبداه بالرأي حيث أرسل خيرة جنده الى حصن سَلبْطَرَّة، فأنهك بذلك قواهم، ولبث الجيش أمام هذا الحصن ثمانية أشهر وهو ممتنع عليه، وأصر أبو عبد الله محمد الناصر نزولاً على نصح حاجبه ابي سعيد ابن جامع وكان الموحدون يشكون في صدق نياته - ولكن أبا عبد الله محمد الناصر وضع فيه كل ثقته، وأصر ابو سعيد بن جامع على ألا يتقدم جيش الموحدين قبل الاستيلاء على حصن سلبطرة.
وهكذا استمر الحصار طوال الصيف حتى دخل الشتاء، وعانى المغاربة في الجبال الوعرة المحيطة بالحصن من قسوة الطقس مالا يطاق كما أودى المرض بحياة الآلاف منهم، وأخذت وسائل التموين لهذا الجيش تصعب وتتعثر يوماً فيوماً.
وحاول ملك قشتالة ألفونسو أن ينقذ الحصن ويرغم الموحدين على رفع الحصار ولكن هذه المحاولة لم تفلح، وفجع ألفونسو بفقده لولده الذي قاد الجيش لانقاذ الحصن، وسقطت قلعة سلبطرة أخيراً بيد الموحدين، بسبب الجوع الذي حل بها بعد انتهاء مخزونها من التموين.
لقد فجر سقوط سلبطرة براكين الغضب النصراني في أوروبا وتحرك الرهبان والقساوسة والملوك ليثيروا بذلاقتهم حماسة الشعوب النصرانية لكي ننساهم في كفاح الصليب المقدس [1].
وقام البابا أنوسان الثالث بدور كبير في نفخ روح الحقد في النصارى وطلب من الاساقفة في جنوبي فرنسة (بأن يعظوا رعاياهم بأن يسيروا بأنفسهم وأموالهم لمؤازرة ملك قشتالة وأنه - اي البابا- يمنح كل من لبي الدعوة

[1] انظر: العقاب ص26.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست