أقام هذه الدولة ادريس بن عبد الله بن الحسن سنة 172هـ، وذلك حينما آوته قبيلة أوربة البربرية، حيث امتدت حدود دولة الأدارسة من المحيط الأطلسي غربا إلى تلمسان ووهران شرقا [1].
ولما توفي ادريس بن عبد الله سنة 177هـ بقي الأمر في سلالته حتى قضى على دولتهم العبيديون عام 313هـ [2] وكان الأدارسة يطمحون إلى توحيد العالم الإسلامي تحت قيادتهم مستندين في ذلك إلى أصلهم الشريف [3]، وقرب نسبهم للرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم لم يظهروا شيئاً من التشيع كما يبدو هذا من خلال استقراء تاريخ تلك الدولة.
أما تبني دولة الأدارسة للمذهب الاعتزالي، فالذي يبدو هو أن زعماء هذه الدولة لاسيما القدماء منهم وجدوا أن هذا المذهب قد انتشر في بلاد المغرب الأقصى خاصة بين أفراد قبيلة أوربة التي ساعدت ادريس الأول في اقامة دولته، ولهذا لم يجدوا مناصاً من إظهار موافقتهم الظاهرية لهذا الفكر ليبقى في دولتهم بعد قيامها مراعاة منهم لزعماء قبيلة أوربة الذين تبنوه وعملوا على نشره، لكن الادارسة لم يظهروا حماساً وجعله مذهباً رسمياً لدولتهم [4].
سنلاحظ من خلال دراستنا التحليلية أن محمد بن تومرت استفاد من جميع [1] انظر: دراسات في تاريخ المغرب ص50. [2] تاريخ المغرب الكبير (2/ 486). [3] دراسات في تاريخ المغرب والاندلس للعبادي ص51. [4] مجلة جامعة الامام محمد بن سعود ص 546 - العدد السادس.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 21